متابعات

لحليمي: أزيد من نصف المغاربة يشغلون مناصب أعلى من مستواهم الدراسي

أفادت دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط ، حول “الملاءمة بين التكوين والشغل في المغرب” أن 54.3 في المائة من المغاربة لاتتلاءم مهنهم مع مستوى تكوينهم حيث أن 46.7 في المائة منهم يشغلون مناصب مهنية تتطلب شهادات أعلى من تلك المتوفرة لديهم .

وأوضحت الدراسة التي قدم أحمد الحليمي علمي نتائجها أمس بالرباط أن نسبة الأشخاص الذين تتلاءم درجة مهنهم مع مستوى تكوينهم لا تتعدى 45.7 في المائة ، بينما سلطت الدراسة الضوء على فئة ثالثة من الأشخاص الذين يشتغلون في مهن متدنية لا ترقى في الواقع إلى مستواهم التعليمي حيث تبلغ نسبة هؤلاء 7.6 في المائة.

وكشف لحليمي أن الساكنة المشتغلة تضم عددا أكبر من حاملي الشهادات مقارنة مع الساكنة النشيطة بنسب تصل على التوالي إلى حوالي 48 في المائة و 51 في المائة. ويشكل منها حاملو شهادات التعليم العام و حاملو شهادات التكوين المهني نسبة أكثر ضعفا، تصل إلى38 في المائة بالنسبة للأولى عوض 40في المائة وبحوالي 10 في المائة عوض 11في المائة بالنسبة للثانية.

بالمقابل، يلاحظ لحليمي أن نسب حاملي شهادات التعليم العام وحاملي شهادات التكوين المهني في صفوف السكان العاطلين، هي الأكثر ارتفاعا، حيث تصل على التوالي إلى حوالي 48في المائة و 17في المائة.

وعزت الدراسة هذا الارتفاع النسبي في مستوى التأهيل العام لدى الساكنة العاطلة عن العمل إلى تباين تأثير البطالة على نوع التكوين ومستويات التأهيل والشهادة، حيث بلغ معدل بطالة حاملي شهادات التعليم العام في المتوسط حوالي20 في المائة وما يقرب من 26 في المائة بالنسبة لحاملي شهادات التكوين المهني و11,2 في المائة تقريبا من بين النشيطين المشتغلين بدون شهادة.

وفي هذا السياق، دعا المندوب السامي للتخطيط إلى إعادة قراءة الرسالة التي تبعثها الفكرة الشائعة في أدبيات التشغيل، والذي يرتفع بمقتضاه معدل البطالة بانتظام حسب مستويات الشهادات بالمغرب وبالمقابل، لا تبقى هذه الفكرة صحيحة فيما يتعلق بالتكوين المهني، إذ تعرف البطالة منحى مختلفا لحاملي شهادات التكوين المهني إذ يرتفع بحوالي21 في المائة للحاصلين على شهادة الاستئناس المهني، إلى26 في المائة بالنسبة لحاملي شهادة التخصص المهني، و29 في المائة بالنسبة لحاملي شهادة التأهيل المهني، وحوالي 27في المائة بالنسبة للتقنيين المتخصصين.

ونبه لحليمي إلى أنه مع معدل وطني يبلغ في المتوسط7,6 في المائة بين مجموع حاملي الشهادات، فإن حاملي شهادات التكوين المهني يسجلون معدلاإجماليا على مستوى دونية المناصب بالنسبة للدبلوم يفوق بثلاثة أضعاف ذلك الخاص بحاملي شهادات التعليم العام مسجلين على التوالي 33,6 في المائة و 11,6 في المائة.

وأشار إلى أن هذا التباين بين معدلات دونية المناصب بالنسبة للدبلوم بالنسبة لحاملي شهادات النوعين من التعليم، يكون سواء على مستوى المهن المزاولة من طرف أصحابها أو بالنسبة للحرف التي يمارسونها وقطاعات الأنشطة التي تشغلهم. واعتبر لحليمي أن دونية المناصب بالنسبة للدبلوم هي في الآن ذاته، نتاج ضعف ملاءمة الشهادات مع عرض الشغل وضعف مستوى وتنوع هذا العرض، حيث تظل مرتفعة بشكل خاص في ” الفلاحة والغابات والصيد” ، و” الصناعات الاستخراجية والتحويلية”، أو أيضا البناء والأشغال العمومية،حيث يكون عرض الشغل مرتفعا وضعيف التأهيل، في حين أنها تتجه نحو الانخفاض بالمقابل، في الإدارة العمومية، والتعليم والصحة والتي تتطلب فيها مناصب الشغل تأهيلا أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى