وجهات نظر

منصوري: تأثير الجفاف وكوفيد- 19 على اقتصاد المغرب في 19 نقطة

توصلت “بزنسمان ماغازين” بنسخة من الورقة البحثية التي نشرها الدكتور ابراهيم منصوري، أستاذ العلوم الاقتصادية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، على موقع Academia International، تحت عنوان “الاقتصاد المغربي بين مطرقة الجفاف وسندان فيروس كورونا المتحور: ملاحظات في 19 نقطة”.

ويرى منصوري في مقدمة ورقته البحثية أن الاقتصاد المغربي كان يتجه إلى مزيد من التنوع والانفتاح على الاقتصاد العالمي، خاصة بفضل حزمة هامة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإستراتيجيات القطاعية (Stratégies sectorielles) التي تمت صياغتها وتم الالتزام بتنفيذها منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة، مع العلم أن الباحث نفسه كان يعمل منسقاً لفريق من الباحثين الذين أنجزواْ دراسة حول هذه الإصلاحات والإستراتيجيات القطاعية، في إطار برنامج مجموعات البحث التي يؤطرها المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية بالرباط.

وركز الباحث المغربي في ورقته على حدثين هاميْن قد يؤثران سلباً على ما تم تحقيقه حتى الآن، ويتعلق الأمر بالجفاف وتفشي فيروس كورونا المستجد الذي ضرب الاقتصاد العالمي في عمق وقلص بشكل كبير حركية البشر والسلع والرساميل عبر حدود الكيانات السياسية حول العالم.

وقام الدكتور ابراهيم منصوري بتحليل الاقتصاد المغربي في 19 نقطة ارتباطا بالجفاف وتفشي فيروس كورونا المتحوِّر، مركزاً على كون جائحة كوفيد-19 تؤثر على الاقتصاديات القومية بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث أنها تقلص وثيرة الاستثمار والإنتاج والتشغيل وتبادل السلع والخدمات وتوزيع المداخيل لأنها تضعف النشاط الاقتصادي داخل حدود الدول، كما أنها تفعل نفس الشيء بصفة غير مباشرة لأنها تعرقل سير منظومة المال والأعمال والمبادلات الخارجية وحركية الرأسمال الأجنبي المباشر (Investissement direct étranger) كما الرساميل في المحفظة (Investissements en portefeuille) على الصعيد العالمي، ولذلك فهي تعيق نمو الاقتصاديات الوطنية في سياق يتسم بعولمة ما فتئت تتوسع باستمرار على مر الزمن.

ويرى منصوري أن الاقتصاد المغربي يعاني وسيعاني أكثر مع انتشار جائحة كورونا إلى الحد الذي لا يعرف الفيروس حدود الدول عبر الكرة الأرضية ولا يعير أي اهتمام لسيادة الأمم مهما عظم ثقلها على الصعيد العالمي.

كما أثار الباحث الانتباه إلى أن للمغرب خاصية أخرى تتمثل في كون اقتصاده الوطني ما زال مرتبطاً إلى حدّ بعيد بكمية التساقطات المطرية حتى أن مردودية الحبوب تشكل متغيراً مفسرا هاما لتذبذب معدلات النمو الاقتصادي على شكل أسنان المنشار (En dents de scie).

وأكّد الدكتور ابراهيم منصوري أن الوقع المزدوج للجفاف وتفشي فيروس كورونا المستجدّ على الاقتصاد المغربي قد يكون كبيراً، بل ذهب الباحث إلى أن الاقتصاد الوطني سيُضرَب في مقتل مرتيْن، خاصة إذا فشل صانعو القرار في المغرب في تبني إستراتيجيات رشيدة تهدف إلى امتصاص الصدمتيْن القويتيْن اللتين ستكونان موجعتيْن اقتصادياً واجتماعياً.

حتى لا نطيل في التحدث عن الورقة البحثية التي أنجزها الدكتور ابراهيم منصوري، دعونا نستعرض في ما يلي النقاط التاسعة عشرة التي تلخص أهم الآثار المنتظرة للجفاف وفيروس كورونا المتحوِّر على الاقتصاد المغربي، علماً أن قارئاتنا وقراءنا الكرام مدعوون إلى الاطلاع على المحتوى الكامل للورقة المنشورة على موقع Academia International:

  1. اندحار محصول الحبوب بفعل الجفاف؛
  2. تدهور القيمة المضافة الحقيقية للقطاع الفلاحي؛
  3. فلاحون في العزل الصحي وحالة الطوارئ والهجرة القروية وقلة ذات اليد وما إلى ذلك؛
  4. تأثير قوي لدورات الجفاف على النمو الاقتصادي في المغرب؛
  5. قيم إضافية تهدر وطلب ضعيف ووحدات إنتاجية تشتغل بأقل من طاقتها الإنتاجية؛
  6. أزمة اقتصادية مخيفة لدى أهم الشركاء التجاريين للمغرب؛
  7. موت سريري للسياحة الخارجية والداخلية وما يتبع ذلك من تقلص أرقام المعاملات وعائدات البلاد من العملة الصعبة وارتفاع معدلات البطالة؛
  8. توقف تدفقات الرأسمال الأجنبي المباشر وإغلاق الشركات الأجنبية المتواجدة في المغرب؛
  9. توجُّس شديد من إمكانية هروب الرساميل الأجنبية المباشرة من المغرب؛
  10. استفحال الضبابية المتعلقة بمستقبل المال والأعمال وانتشار الريبة لدى الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والسياسيين؛
  11. شللٌ في الصادرات وما يتبعه من تقلص مهول في العائدات بالعملات الصعبة القوي؛
  12. تآكل في الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية القوية وتوجس شديد من أزمة في ميزان المدفوعات؛
  13. تخوف من أزمة مصرفية عاصفة مرتبطة بضعف الثقة لدى المُودِعين والمستثمرين؛
  14. التوجس من ضغط كبير على المؤسسات الاستشفائية وما يتبع ذلك من نفقات عمومية متصاعدة وعدم الاستقرار؛
  15. الهبوط الحُرّ لأسعار المحروقات وما ينجم عنه من توقف المساعدات المالية التي تمنحها دول الخليج للمغرب؛
  16. سوق أوراق مالية في طريق الانهيار مع انخفاض الطلب على القيم المنقولة وهبوط مخيف لأسعار الأسهم المتداولة؛
  17. انحدار في التحويلات المالية للمغاربة المقيمين في الخارج؛
  18. نفقات عمومية في ارتفاع لحصر فيروس كورونا المتحوِّر وتعويض المحتاجين؛
  19. ضبابية معتمة بشأن الفيروس نفسه ومدى قدرته على المقاومة عبر الزمن.

 

للراغبين في الاطلاع على فحوى هذه الورقة، يمكنهم اتباع الرابط التالي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى