مقاولات

الفوسفاط المغربي مهدد بالمنع من دخول الاتحاد الأوربي

تتصاعد المخاوف في أوربا من إقرار قانون جديد يتوقع أن يصادق عليه الاتحاد الأوروبي قبل منتصف العام الجاري، للحد من كمية الكادميوم في الأسمدة الفوسفاطية  وهو ما من شأنه ان يلحق ضررا بالغا بصادرات الفوسفاط المغربي نحو دول الاتحاد، على اعتبار أن القانون الجديد سيعطي روسيا “احتكارا شاملا” على سوق الأسمدة في أوربا وهو ما حذرت منه نقابات ومنظمات إنسانية لكونه قد يرهن بيد روسيا السلطة على الإمدادات الغذائية الأوروبية.

وقد بدأت المحادثات النهائية في المفوضية الأوروبية في بروكسل بشأن مقترحات للحد من كمية الكادميوم السام في الأسمدة . ويقول المؤيدون إن القيود – التي ستحظر في نهاية المطاف المنتجات التي تحتوي على أكثر من 20 ملغ من الكادميوم لكل كيلوغرام – ستساعد على حماية صحة الناس، مع إجراء بحوث تربط بين السموم وفشل الأعضاء والتهاب المفاصل ومشاكل الخصوبة.

لكن المعارضين، بما في ذلك الاتحاد الوطني للمزارعين في بريطانيا(NFU) ، يقولون إن الأدلة العلمية لا تدعم الحدود الصارمة للاتحاد الأوروبي، بمبرر أنها تتجاوز ما هو ضروري لحماية صحة الإنسان، وسوف تمكن الموردين الروس من الهيمنة على السوق.

ويذكر ان الفوسفاط المغربي  يحتوي  على  مستويات أعلى من الكادميوم أو الغرين – وهو عنصر كيماوي فلزي لونه ازرق – موجود بشكل طبيعي في الفوسفاط، شأنه شأن الفوسفاط الصيني، وقد يفقد الموردون إمكانية الوصول إلى السوق الأوروبية إذا كانوا غير قادرين على الاستثمار في التكنولوجيا المكلفة لتقليل هذه المستويات في الفوسفاط. مع العلم أن الأسمدة الروسية هي الأقل إشباعا الكادميوم مقارنة مع تلك التي يصدرها المغرب .

وقال مصدر في صناعة الأسمدة لصحيفة “تلغراف”: “هناك خطر حقيقي إذا ما طبقت القواعد الجديدة، فسوف تعطي روسيا احتكارا فعالا لسوق الأسمدة الأوروبي وقوة أكبر على إمداداتنا الغذائية”.

وقد حذر الاتحاد الأوروبى سابقا من أن أوروبا يمكن أن تصبح “معتمدة فقط على روسيا وتزويدها  بالفوسفاط” ، ودعا الاتحاد الأوربى إلى “التوصل إلى موقف معقول يستند إلى الأدلة يضمن عدم ترك المزارعين في وضع غير موات في السوق العالمية”.

ومع ذلك ، قال نشطاء البيئة إن الإصلاحات ضرورية. وقالت إيميلي ماكينتوش من المكتب البيئي الأوروبي: “الكادميوم هو مادة مسرطنة ترتبط أيضا بهشاشة العظام والفشل الكلوي وأمراض القلب ومشاكل الخصوبة.ويجب على حكومات الاتحاد الأوروبي أن تحد من مستويات الكادميوم في العديد من الأسمدة التي تباع في أوروبا إلى 20 مغ / كغ”.

ومن المتوقع أن تنص مقترحات الاتحاد الأوروبي على تقليص مستويات الكادميوم  في 60 ملغ / كلغ في البداية ، ثم 40 ملغ / كلغم بعد ست سنوات و20 ملغ / كلغ بعد 10 سنوات. و كانت الجداول الزمنية أكثر صرامة في البداية، ولكن تم تخفيفها من قبل البرلمان الأوروبي.

وخلال هذا الأسبوع بدأت المفوضية الأوروبية ما يسمى بمحادثات “ثلاثية” جمعتها مع البرلمان والدول الأعضاء للتوصل إلى قرار نهائي ، بهدف تمرير تشريع بحلول نهاية يونيو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى