متابعات

دراسة: الأزمة الصحية غيَّرت عادات تنقل المغاربة بنسبة 58 في المائة

كشفت دراسة تهم سلوكيات التنقل في ظل الأزمة الصحية أنه مع ظهور وباء كوفيد-19، تعرضت صناعة النقل لأزمة قاسية أدت إلى إغلاق الحدود، وفرض ضوابط وشروط للتنقل وإجراءات احترازية للتباعد الاجتماعي. وهذه الجائحة لم تقتصر على التأثير على مبيعات السيارات فحسب، بل نجمت أيضا إلى تغيير سلوكيات المستهلكين على مستوى وسائل النقل الخاصة و المشتركة.

الدراسة أنجزتها منصة  Avito.ma، المتخصصة في التسويق الإلكتروني للسيارات بالمغرب، وهمت التغيرات التي طرأت على سلوكيات التنقل في ظل تفاقم الأزمة الصحية، حيث تم استقصاء المعطيات من خلال إدراج استمارة إلكترونية موجهة لمستعملي الموقع تتضمن أسئلة حول أثر الجائحة على عادات التنقل، المسافة المقطوعة، وتيرة التنقلات ونوايا المستجيبين في اقتناء وسائل النقل الخاصة.

وحسب بلاغ للمنصة فقد أفرزت الدراسة نتائج أظهرت تأثير وتغير عادات تنقل المغاربة بنسبة 58% حيث تغيرت هذه العادات بفعل لجوء المغاربة إلى استعمال الوسائل الأكثر أمانا والتي تجعلهم غير معرضين للإصابة بالوباء، وتمثل هذه الفئة 46% من الأشخاص المستجوبين. في الاتجاه نفسه، هناك 75% ممن تبينت نيتهم في شراء وسيلة نقل خاصة بهم من مبدأ الحيطة والحذر (دراجة نارية، سيارة، تروتينيت، دراجة هوائية…).

وتأتي هذه المعطيات لتنضم إلى تلك المسجلة على موقع Avito.ma التي تبين ارتفاعا في الطلب بصنف السيارات بنسبة 19% مقارنة مع سنة 2019.في المنحنى نفسه، تطرقت جمعية مستوردي السيارات بالمغرب AIVAM إلى وجود ارتفاع ملحوظ في مبيعات السيارات على مدار السنة مستدلة على ذلك بالإشارة إلى “ارتفاع تسجيلات السيارات في شهر أبريل 2021 بنسبة 165% مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019… وبالنسبة للأربعة أشهر الأولى من سنة 2021، سجلت المبيعات ارتفاعا بنسبة 11,35% مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019″، كما أفادت جمعية مستوردي السيارات بالمغرب AIVAM في بيان صحفي لها.

ويتمثل السبب الرئيسي في نية شراء وسيلة النقل العودة إلى العمل الحضوري عوض الاشتغال عن بعد، حيث صرح 65% من الأشخاص المستجوبين على أنهم باشروا في التنقل كل يوم إلى أماكن عملهم المعتادة، مقابل 19% فقط الذين لازالوا يشتغلون عن بعد يوما كاملا و16% ممن يعملون بشكل جزئي.

خلال الفترة نفسها، ومع التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وما كان لها من أثر كبير على القدرة الشرائية للمواطنين، صرح العديد من المستهلكين على أنهم يفضلون شراء السيارات المستعملة بنسبة 69%، متبوعين بمن يفضلون اقتناء سيارات جديدة والذين بلغت نسبتهم 31%.

أما فيما يخص المستجوبين الغير متوفرين على الإمكانيات المادية لاقتناء سياراتهم الخاصة، فهم يفضلون الاكتفاء بشراء دراجة نارية، وقد بلغت نسبتهم 17%ـ إلى جانب من يفضلون شراء دراجات هوائية بنسبة 10%، وهناك من يفضلون شراء التروتينيت وعلى الخصوص بالمدن الكبرى حيث تبلغ نسبتهم 4%.

من جانب آخر، بينت الدراسة على أن 93% من الأشخاص المستجوبين يلجأون حصريا لاستعمال الموقعين Avito.ma أو Avito Auto neuf لاقتناء سياراتهم، ما أدى إلى انطلاقة قوية في الطلب.

و البلاغ نقل عن زكرياء الغسولي، مدير أفيتو  قوله: “توالي فصول إيجابية مشجعة لقطاع السيارات، والناجمة عن تخفيف التدابير الصحية الاحترازية وارتفاع نوايا السفر والتنقل خلال فترة العطلة الصيفية. حيث سيواصل سوق السيارات نموه لمواكبة ارتفاع وتيرة التنقل التي ستشهد تحولات مضاعفة في المستقبل القريب. نحن نطمح أيضا إلى مواكبة مستعملينا وشركائنا المهنيين في هذا التحول الإيجابي”.

وتأكد هذه المعاينة على أن هناك 78% من رواد الموقع Avito.ma ممن يعتزمون السفر خلال العطلة الصيفية المقبلة، 75% منهم يفضلون استعمال وسائل النقل الخاصة كالسيارات في حدود 60%، وهناك ممن يفضلون كراء السيارات والذين بلغت نسبتهم 14%.

فعلى الرغم من تعرض قطاع النقل والسيارات لنكسة كبرى جراء تفشي الوباء، يتوقع حدوث ارتفاع قوي بالقطاع، بفضل رقمنة العرض والخدمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى