المسؤولية الاجتماعية

التجاري وفا بنك ينهي أشغال تأهيل البناية الرمزية “الصويرة استقلال”

قالت مجموعة التجاري وفابنك إنها التزمت منذ سنة 2008، في إطار سياستها للمسؤولية المجتمعية للمقاولات، بالحفاظ على القيمة التراثية للعديد من البنايات الرمزية والرموز المعمارية في مختلف مدن المملكة.

وأضافت المجموعة في بلاغ صادر عنها أنه من خلال تاریخ بنكي يمتد لأزيد من قرن، يمتلك التجاري وفابنك تراثا معماريا متميزا، مصنفا أو مسجلا جزئيا في جرد المعالم التاريخية، ودليلا على الملحمة المعمارية المتميزة المعاصرة المغرب القرن العشرين. حيث تعاقب على هذه البنايات شخصيات مهمة، كما شكلت مقرا لأحداث تاريخية واقتصادية، فضلا عن كونها لبنات أساسية في التاريخ المعماري لمدنها.

المجموعة قالت أيضا إنه مع تعاقب عمليات إعادة التهيئة، الرامية لضمان أفضل الظروف للزبناء والمستخدمين، انبثقت من العديد من المواقع التي أعيد تأهيلها شهادات قيمة عن المغامرة الغنية لمجموعة التجاري وفابنك على الصعيد الإنساني والاجتماعي والتجاري. وهمت التدابير المنجزة بمساعدة من مكتب للهندسة المعمارية مختص في التراث أزيد من 12 بناية، وترتكز على وضع قواعد ومبادئ للمحافظة أو تأهيل المواقع التاريخية وهيكلتها، مع تكييفها مع الاستعمالات المعاصرة.

وخصت الحصة الأولى من البرنامج، التي تم تسليمها في يونيو 2017، البنيات المشيدة بين 1921 وخمسينيات القرن الماضي، على غرار مراكش المدينة (1921)، وسيدي سليمان المركز (1945)، وطنجة، زنقة بلجيكا (1948)، وطنجة باستور (1950).

واليوم حان دور العمارة الكائنة بشارع الاستقلال في الصويرة، والتي كانت في السابق مقرا للشركة الجزائرية لتشهد عملية لإعادة التأهيل الكلي بعد 26 شهرا من الأوراش المعقدة. تنتمي هذه البناية الواقعة في أحد المحاور المهيكلة للمدينة والمعروف تاريخيا “بسوق الحدادة” والمشيدة من طرف جون رونی فوجير في عشرينيات القرن الماضي، للجيل الأول من البنوك المشيدة في المغرب، وترمز لفترة متميزة في التاريخ الاقتصادي والمعماري لمدينة موكادور.

وتنتمي تعابير هذه البناية للتيار المعماري المسمى “نيوموريسك” التي يتميز بدمج بين الأحجام والأشكال الكلاسيكية من الطراز الأوروبي، وزخارف قوية الأشكال التي تميز المعمار التقليدي المحلي أو بشكل أوسع المراجع الزخرفية العربية الأندلسية.

على غرار البهو، باعتباره عنصرا بارزا ضمن منازل الصويرة التقليدية، ينسجم هذا المعمار مع إحداث فرع بالطابق الأرضي. كما أن وجود طابق تحت أرضي ميزة فريدة في هذه البناية المتواجدة في المدينة القديمة بالصويرة، كما تستجيب لمتطلبات إحداث خزائن آمنة : حل جديد، وملائم للاحتياجات الخاصة لمؤسسة بنكية. أو الواجهة الأساسية التي تتسم بإطارات بارزة وزخارف من الجبس المنحوت، وهو ما يميز الطابع المغربي الحديث للبناية. ويتضمن الجزء المركزي العنصر الأبرز للواجهة : مقصورة للتزيين على مناضد إلى جانب مقرنصات و زخرف حلزوني. وتزين هذه المقصورة عشرة أعمدة مزدوجة وتتزين التيجان المصنوعة من الحجارة بزخارف منحوتة متعرجة على شكل أوراق نبتة الأقنثة المنمنمة. وتم استلهام هذا الأسلوب المعماري من فن العمارة العربية الأندلسية، على غرار قصر الحمراء بغرناطة وفي بعض البنايات المغربية التي تعود إلى حقبة المرينيين. ويمثل الدرابزين الخشبي الزخرف التقليدي المسمى ” القائم” أو ” النائم”. وتحاذي المقصورة مظلة من القرميد الأخضر التي تطل على شرفة، وهو ما يميز الطوابق الشرفية المخصصة للشقق الوظيفية.

ومن أجل حفظ هذه الذاكرة المعمارية، نفذ التجاري وفابنك مشروعا جريئا برهانات تقنية مهمة، مما مكن من المحافظة على وكالة الاستقلال وإعادة تأهيلها، ومكن أيضا هذا التدخل المتميز من إعادة الرونق الرمزي السابق لواجهة هذه البناية. ولقد تم وضع استخدام المواد المحلية والتقنيات الحرفية التقليدية في قلب المشروع، بغية احترام روح البناية. وانخرط العديد من الحرفيين والمعلمين “M3almin”، الوافدين أساسا من الصويرة ومراكش في أشغال الإنجاز، مما أتاح إنجاح المشروع الذي استعاد بشكل لا يقبل الجدل مكانته ضمن تراث المدينة ورونقها السابق.

وتختم المجموعة بلاغها بالقول إن إضفاء لمعان جديد على البناية التي تحتضن هذا الرأسمال المادي واللامادي هو طريقة بالنسبة لمجموعة التجاري وفابنك للحفاظ على قيمة الذاكرة الحية بين الأجيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى