مقاولات

بعد الأفارقة “قوافل OCP” تغري الخليجيين

بعد 10 سنوات من إطلاقها في المغرب أصبحت القوافل الزراعية التي ينظمها المجمع الشريف للفوسفاط محط اهتمام العديد من الدول عبر العالم، بداية بالدول الإفريقية التي اكتشفتها على هامش الزيارات الملكية، ووصولا إلى الدول العربية التي وجدت فيها أداتا ملائمة للنهوض بالزراعة وتنمية العالم القروي.
وكشف محمد عبد الله زعين، أمين عام الاتحاد العربي للأسمدة لموقع businessman.ma، على هامش المؤتمر التقني للاتحاد الذي انطلقت أشغاله اليوم بالدار البيضاء، مدى إعجابه بهذه التجربة التي سارع إلى نقلها إلى مصر، حيث نظمت قافلة زراعية كبيرة، ثم السعودية التي عرفت تنظيم سبع قوافل إلى مناطق مختلفة من البلاد، ثم سلطنة عمان فالسودان. وأضاف زعين “نحن الآن بصدد إعداد قوافل مماثلة في الإمارات، والتي تستهدف واحات إنتاج التمور. كما نعد لقافلة ثانية في مصر وأخرى في الأردن وفي تونس”.
وأضاف زعين “إن هذه القوافل تشكل أداة رائعة من أجل نشر الثقافة الزراعية وتدريب الفلاحين على استعمال الأسمدة، حسب التربة والمزروعات، كيفية خلطها وكيفية تطبيقها والمقادير والمواعيد وغيرها من المعلومات التقنية. ومن جانب آخر تمكن الصناعيين من التواصل مباشرة مع الفلاحين والاستماع إليهم ومعرفة مشاكلهم وتحديد حاجياتهم”.
وخلال المؤتمر التقني الذي ينظم في الدار البيضاء بمشاركة 300 مشارك، يمثلون مدراء الشركات الصناعية العربية والدولية وخبراء الأسمدة، من 27 دولة، قال زعين “ستقدم 21 عرضا تقنيا حول آخر المستجدات التكنولوجية والصناعية في مجال الأسمدة”. وسيتألق نجم المجمع الشريف للفوسفاط، راعي المؤتمر، مرة أخرى بتقديم عرض حول التنكنولوجيات التي طورها في مجال صناعة الحامض الفوسفوري، باعتباره أول مصدر عالمي لهذه المادة. ويقول زعين “سيعرض عليها المجمع الشريف للفوسفاط خمس مسالك تكنولوجية جديدة في صناعة الحامض الفوسفوري، والتي لم تكن معروفة من قبل”. وأضاف أن هذه المسالك لها آثار كبيرة على المردودية المالية والاقتصادية للمشاريع الصناعية إضافة إلى آثار ملموسة على البيئة وعلى اقتصاد الطاقة.
كما ستقم شركة البوتاس العربية الأردنية بدورها خلال المؤتمر تقنية خاصة طورتها حديثا في مجال بلورة البوتاسيوم. وقال زعين “هذا المؤتمر يشكل مناسبة لصناعات الأسمدة العربية لتبادل الخبرات والتجارب وتلاقحها، إضافة إلى توفير الإمكانية لنسج شراكات وإبرام صفقات وتكاملات تجارية وصناعية”.
وتتوفر المنطقة العربية على إمكانيات هائلة في مجال صناعة الأسمدة بكل أنواعها، الفوسفاطية والنيتروجينية والبوتاسية. فالمنطقة تزخر بالفوسفاط والغاز الطبيعي، إضافة إلى وجود ثروة هائلة من البوتاسيوم في البحر الأحمر، دون إغفال الكبريت الذي يعتبر منتوجا ثانويا لصناعة النفط ويدخل بدوره كمكون أساسي في صناعة الحامض الفوسفوري. غير أن انقسام العرب واختيار كل دولة التوجه إلى الأسواق العالمية بشكل منفرد، بدل التكتل والتكامل، فوت على المنطقة فرصة إنشاء عملاق عالمي في مجال صناعة الأسمدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى