متابعات

موازين.. أكثر من مجرد مهرجان للموسيقى العالمية

هكذا يساهم المهرجان في إشعاع صورة المملكة وعنصر جذب لآلاف الزوار المغاربة والأجانب

إلى جانب كونه حدثا فنيا وموسيقيا ببعد وطني ودولي، يساهم مهرجان موازين أيضا في قطاعات اقتصادية أخرى مرتبطة مثل التجارة، والنقل، والمطاعم، والفندقة، وبعض الحرف، والتي تستفيد من الزخم الكبير الذي اكتسبه المهرجان على مدار السنوات.

ليس هذا فقط، فالمهرجان الذي تشرف عليه “جمعية مغرب الثقافات” ويطفئ اليوم شمعته التاسعة عشرة، صار واحدا من العلامات المميزة للمملكة وعنصر جذب لآلاف الزوار المغاربة والعرب والأجانب، أكثر من 90 في المائة منهم يستفيدون من مجانية العروض.

وعلى مدار السنوات الماضية، صار لمهرجان موازين، الذي يصنف كثاني أكبر مهرجان على الصعيد الدولي، تأثير عميق وإيجابي على صورة المملكة حيث يجذب الزوار من مختلف المشارب والمستويات الاجتماعية ممن تستهويهم موسيقى العالم ويتطلعون إلى لقاء الأسماء الغنائية المبرمجة. وللتذكير فقط فالدورة الأخيرة للمهرجان شهدت حضور نحو مليونين و750 ألف شخص، لمتابعة عروض أكثر من 200 فنان بكل من الرباط وسلا.

وبالإضافة إلى التأثير الاقتصادي المباشر، يلعب موازين أيضا دورًا أساسيا في الترويج لصورة المغرب على الصعيد الدولي، كبلد مضياف وآمن ومنفتح. حيث يقدم المهرجان المملكة في صورة البلد ذي الثراء الثقافي والتاريخي الذي يفتح ذراعيه للجميع.

أكثر من هذا فكل نجم من النجوم الذين يتناوبون على منصات العرض في المهرجان، يتركون صدى رائعا لصورة المغرب، بالنظر إلى حجم متابعي هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أعمدة الصحافة، ما يشكل حملات ترويجية إضافية تعزز صورة المهرجان والبلد المضيف.

باختصار، فالمهرجان صار فرصة رائعة للاستفادة من دعاية غير مباشرة، لبلد يبحث عن زيادة أعداد السياح اللذين يختارون وجهاته السياحية.

ومما لا شك فيه، فالتأثير الإعلامي لمهرجان موازين يشكل أحد علامات نجاحه، حيث يشهد تغطية من مئات وسائل الإعلام الوطنية والدولية، ما يساهم في نقل صورة حديثة وإيجابية للمملكة وللشعب المغربي، وخلال الدورة الأخيرة لسنة 2019، تم الإعلان عن حضور أكثر من 700 صحفي ينتمون لكبريات وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

فضلا عن هذا يعزز الحضور النشط لموازين على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا من إشعاعه الدولي. مع ملايين المستخدمين الذين يتابعون العروض المباشرة، حيث يشاركون المحتوى وينشرون التعليقات، وبهذا يتجاوز المهرجان الحدود الجغرافية والثقافية. وتتيح هذه الاستراتيجية الرقمية النشطة الوصول إلى جمهور عالمي، بما في ذلك الجيل “زد”، مما يعزز جاذبية المغرب لدى جمهور الشباب.

وعموما فبجذبه لانتباه وسائل الإعلام الدولية، يساهم موازين في تشكيل صورة ديناميكية وعصرية للمملكة، تتناقض مع الصور النمطية التي قد تكون عادة مرتبطة بها. هذا التصور الجديد له تأثير إيجابي دائم على قطاع السياحة، حيث يشجع المزيد من منظمي الرحلات والمسافرين على إدراج المغرب في مساراتهم وخياراتهم السياحية.

وبلغة الأرقام، فمهرجان “موازين إيقاعات العالم” يساهم في تحقيق نما تقارب نسبته 22 في المائة في حجم الأعمال السياحية في مدينة الرباط، مع ما يعني حركية هائلة للبنية الفندقية للمدينة يترجمها زيادة معدل شغل الغرف خلال أيام المهرجان، تقدرها بيانات صادرة عن جمعية مغرب الثقافات بنحو 100 في المائة بالنسبة للفنادق من 4 و5 نجوم، ونحو 63 في المائة بالنسبة إلى الفنادق الأخرى، مع نسبة ملء أعلى بمرتين إلى أربع مرات أكثر بالمقارنة مع فترات أخرى خلال السنة.

ليس هذا فقط، فالبيانات تظهر أيضا نموا ملحوظا في حجم أعمال عدد من القطاعات خلال فترة المهرجان. وبشكل خاص تجارة التجزئة، والمطاعم، وقطاع النقل والتي تشهد زيادة في حجم أعمالها بنسبة 30 في المائة في المتوسط خلال المهرجان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى