رئيسيةوجهات نظر

الذكاء الاصطناعي في خدمة القراصنة: عندما يتحول هاتفك إلى حصان طروادة!

بقلم: الطيب هزاز

خبير في الأمن السيبراني

 

 

 

لقد دخلنا عصراً جديداً من الهجمات السيبرانية، حيث لم يعد القراصنة بحاجة إلى مهارات اجتماعية أو لغوية. يكفيهم الآن ذكاء اصطناعي قوي قادر على تقليد صوتك، أو صوت أحد أفراد عائلتك، أو حتى موظف في البنك الذي تتعامل معه.

في 12 ماي 2025، نشر موقع متخصص في الأمن السيبراني تقريرًا مصورًا يسلط الضوء على هجمة إلكترونية حية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما ستشاهده ليس خيالاً علميًا، بل واقع مرعب: مكالمات هاتفية بصوت بشري مألوف تنطق باسمك، تعرف تفاصيلك، وتطلب منك تأكيد معلوماتك أو تحميل تطبيق “آمن”… لكنه في الحقيقة خبيث.

تحذير: هذا النوع من الهجمات يُعرف اليوم باسم DeepCalls، وهو تطور خطير بعد ظهور DeepFakes. بل إن بعض الهجمات تستخدم صوت طفل يستنجد بأهله لبث الذعر، وجعلهم يتفاعلون بدون تفكير. مكالمات هاتفية تبدو حقيقية تمامًا.

بدأت القصة بهاتف يبدو عاديًا. صوت مألوف، نبرة دقيقة، وسياق مقنع. يتحدث المتصل عن شحنة في طريقها إليك، أو نشاط غير معتاد في حسابك البنكي، أو مشكلة مع مشغّل الاتصالات. المشكلة؟ المتصل ليس إنسانًا… بل آلة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، عبر أدوات متقدمة مثل نماذج توليد الصوت (TTS) والذكاء الاصطناعي التفاعلي، أصبح بالإمكان إنشاء محادثات صوتية في الزمن الحقيقي، تتفاعل مع إجاباتك، وتغيّر من نبرة الحديث ونوع الأسئلة لتناسب ردود فعلك.

كيف يعمل هذا النوع من الهجمات؟

1. جمع البيانات: يتم تسريب أو سرقة معلوماتك الشخصية من قواعد بيانات (أسماء، أرقام هواتف، عناوين، تفاصيل معاملات…).

2. توليد الصوت والتفاعل: يتم استخدام مقاطع صوتية قصيرة لتقليد صوت شخص مقرّب منك أو موظف رسمي.

3. التلاعب والإقناع: يتم خلق حالة طوارئ أو استغلال عامل الثقة لدفعك إلى الضغط على رابط، أو تحميل تطبيق خبيث، أو حتى مشاركة معلومات بنكية حساسة.

 

ما هو الجديد؟

تقليد الأصوات أصبح ممكنًا خلال ثوانٍ فقط.

المحادثات لم تعد مسجلة مسبقًا، بل تدار في الزمن الحقيقي.

يُستخدم الذكاء الاصطناعي لفهمك والتفاعل معك نفسيًا وعاطفيًا.

حتى الأطفال أصبحوا جزءًا من السيناريوهات الإجرامية، حيث يتم تقليد أصواتهم لابتزاز أولياء الأمور عبر مكالمات تبدو وكأنها استغاثات حقيقية.

نحن أمام تحول خطير في شكل الهجمات: من رسائل البريد الاحتيالية المليئة بالأخطاء، إلى هجمات صوتية موجهة، سريعة، ومقنعة.

 

النصيحة الأهم:

لا تثق في أي مكالمة تشعرك بالتوتر أو العجلة.

توقّف، تحقق من مصدر المكالمة.

لا تضغط على أي رابط يُرسل إليك مباشرة.

استخدم تطبيقات حماية متقدمة.

كن دائمًا على اطلاع بآخر الأساليب المستخدمة في الهندسة الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى