الشركة العامة بالمغرب تكشف اليوم عن هويتها البصرية الجديدة

تكشف مجموعة الشركة العامة بالمغرب، اليوم الأربعاء 18 يونيو، عن هويتها البصرية الجديدة، في خطوة تعكس بداية فصل جديد في تاريخ المؤسسة البنكية العريقة، وذلك بعد انتقال ملكيتها إلى مجموعة ساهام التي يترأسها رجل الأعمال مولاي حفيظ العلمي. هذا الإعلان يشكل تتويجًا لمسار تحولي شامل انطلق منذ نهاية سنة 2024، ويهدف إلى ترسيخ الهوية المغربية للمؤسسة وتعزيز استقلالها عن المجموعة الفرنسية الأم.

تأتي هذه الهوية البصرية الجديدة كتجسيد فعلي للتوجه المغربي للبنك، حيث يُرتقب أن يتم تغيير اسم المؤسسة إلى “ساهام بنك” خلال الجمع العام غير العادي المقرر في 24 يونيو الجاري. وبالرغم من أن الشكل القانوني ورأس المال لن يعرفا تغيرًا جوهريًا، إلا أن إعادة التسمية تمثل تحولًا رمزيًا قويًا يكرّس القطيعة مع الحقبة الفرنسية ويفتح المجال أمام تموقع وطني وإقليمي جديد. من المرتقب أن تحمل الهوية الجديدة ألوانًا ورموزًا مستوحاة من الثقافة المغربية، مع تصميم حديث يعكس التوجه نحو الابتكار الرقمي، في انسجام مع رؤية البنك لأن يكون فاعلًا مرجعيًا في السوق المصرفية الوطنية والإفريقية.

يأتي هذا التحول البصري بعد أشهر قليلة من إعلان مجموعة ساهام عن إتمام صفقة الاستحواذ على 57,67% من أسهم بنك الشركة العامة، في صفقة قدرت بنحو 745 مليون يورو، وشملت أيضًا شركات تابعة مثل إيكدوم، وسوجيليز المغرب، والمغربية للحياة. وقد رافق هذه العملية تغيير في الحوكمة، بتعيين مولاي حفيظ العلمي رئيسًا لمجلس الرقابة، وابنه مولاي محمد العلمي نائبًا له، بالإضافة إلى إعادة تشكيل بعض مناصب الإدارة التنفيذية.

في سياق هذا التحول، يواصل البنك تنفيذ خطته الاستراتيجية “جسور 2025″، التي تركز على الرقمنة والابتكار في الخدمات البنكية، وتعزيز التجربة الرقمية للعملاء من خلال منصات مثل SoGé، وتوسيع التواجد على المستوى الإفريقي من خلال تطوير حلول تكنولوجية مغربية المنشأ. كما تعمل الإدارة الجديدة على فصل الأنظمة المعلوماتية والمنصات الرقمية الخاصة بالبنك عن البنية التحتية السابقة التابعة لمجموعة Société Générale الفرنسية، بما يضمن استقلالية تشغيلية كاملة ومرونة في اتخاذ القرار على المستوى المحلي.

يمثل الإعلان عن الهوية البصرية اليوم محطة مفصلية في المسار الجديد للبنك، ليس فقط على مستوى الشكل، بل أيضًا من حيث المضمون والاستراتيجية. ويرى متابعون للشأن الاقتصادي أن “ساهام بنك” في حلّته الجديدة يضع نفسه على سكة منافسة قوية داخل السوق المغربية، مع تطلعات واضحة نحو الريادة الإفريقية.