
في خطوة مبتكرة تهدف إلى تعزيز التنقل المستدام وترسيخ الثقافة الوطنية في أذهان المواطنين، أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية عن عودة معرض “Train’Art” في صيف 2025، بشراكة مع “المؤسسة الوطنية للمتاحف”.
هذا المعرض، الذيي تواصل إلى غاية 30 شتنبر المقبل، يعكس الالتزام المشترك للمؤسستين بتعزيز الثقافة المغربية وحماية البيئة من خلال توفير تجارب فريدة لركاب القطارات.
“Train’Art” هو مشروع فني مبتكر يجمع بين السفر بالقطار واكتشاف المعالم الثقافية والفنية في المغرب. حيث ينظم المكتب الوطني للسكك الحديدية بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للمتاحف سلسلة من الرحلات الثقافية التي تربط بين المدن الكبرى والمواقع الثقافية المهمة في المملكة. هذا العام، في نسخته لعام 2025، يشمل العرض مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تجعل من الرحلة تجربة فريدة ومثيرة للزوار.
يهدف هذا المشروع إلى دمج التنقل المستدام عبر القطارات مع اكتشاف الفنون والثقافة المغربية. ويقدم للركاب فرصة فريدة للتعرف على تاريخ وثقافة المملكة أثناء رحلاتهم، سواء كانوا مسافرين عاديين أو عشاق الفن والثقافة. إضافة إلى ذلك، يعكس العرض التزام المملكة بتشجيع النقل الجماعي الذي يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة.
وتكمن أهمية هذا العرض في الجمع بين قيمتين أساسيتين: المسؤولية البيئية والترويج للثقافة المحلية. حيث يسهم العرض في جعل السفر بالقطار أكثر جاذبية للمغاربة والزوّار الأجانب، في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالخيارات البيئية المستدامة.
في صيف 2025، سيشهد معرض “Train’Art” توسيع نطاقه ليشمل رحلات متعددة من مختلف مدن المغرب، بحيث يربط بين العديد من المدن التاريخية والثقافية مثل الرباط، فاس، مراكش، وطنجة، بالإضافة إلى مدن أخرى غنية بالتراث. خلال هذه الرحلات، سيُتاح للركاب فرصة زيارة المعارض الفنية، المتاحف، والمعالم الثقافية المتنوعة، مما يجعل الرحلة تجربة تعليمية وترفيهية في آن واحد.
تعتبر الشراكة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية و المؤسسة الوطنية للمتاحف خطوة استراتيجية لتعزيز السياحة الثقافية في المملكة. فقد سعى المكتب الوطني للسكك الحديدية، من خلال هذا التعاون، إلى تطوير خدماتها لتصبح أكثر جذباً للزوار الذين يرغبون في تجربة رحلة ثقافية عميقة، بينما تعمل المؤسسة الوطنية للمتاحف على تعزيز دورها في نشر الثقافة والفن في مختلف أنحاء المغرب.
يتميز عرض “Train’Art” بالعديد من الأنشطة المبتكرة التي تُنظم على متن القطارات، مثل عروض فنية مباشرة، معارض فنية متنقلة، وورشات عمل. كما يتم تنظيم جلسات توعية لركاب القطارات حول تاريخ المتاحف والأعمال الفنية التي تعرضها هذه المؤسسات. وبالتالي، يصبح القطار ليس مجرد وسيلة نقل، بل منصّة ثقافية حية تُثري تجربة المسافر.
أحد الجوانب الهامة لهذه المبادرة هو انفتاحها على المجتمع المحلي، حيث ستتاح للعديد من الفنانين المغاربة فرصة عرض أعمالهم الفنية في المتاحف أو حتى في القطارات نفسها. كما تساهم هذه المبادرة في نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة من خلال الترويج للسفر المستدام، الذي يُعد بديلاً فعالاً للسيارات الخاصة في تقليل الانبعاثات وتخفيف الضغط على البيئة.