
الإجابة عن سؤال “متى سينخفض سعر الذهب في المغرب؟” ليست بسيطة، فأسعار الذهب تتأثر بالعديد من العوامل المعقدة على المستويين المحلي والدولي. استنادًا إلى التحليل الحالي والتوقعات الاقتصادية، يمكن أن يشهد المغرب انخفاضًا طفيفًا في سعر الذهب مع بداية 2026، خاصة إذا استمرت السياسات الاقتصادية العالمية في التحسن.
ورغم استقرار الأسعار في بعض الفترات، فإن الذهب يشهد تقلبات مستمرة تتأثر بعوامل اقتصادية مختلفة. في هذا المقال، سنحاول فهم العوامل التي تؤثر في أسعار الذهب في المغرب وتقديم توقعات للأسعار حتى نهاية 2025 وبداية 2026.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب في المغرب
1. العوامل الاقتصادية المحلية:
تلعب الأوضاع الاقتصادية في المغرب دورًا كبيرًا في تحديد سعر الذهب. أبرز هذه العوامل هو وضع العملة الوطنية (الدرهم المغربي)، حيث أن أي ضعف في العملة المحلية يؤدي إلى زيادة سعر الذهب في السوق المحلي، خاصةً أن الذهب يتم تسعيره عالميًا بالدولار الأمريكي. كما أن معدلات التضخم في البلاد تساهم في ارتفاع أسعار الذهب، حيث يفضل الكثيرون شراء الذهب كوسيلة لحماية أموالهم من فقدان القيمة.
2. العوامل الدولية:
سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي: قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن رفع أو خفض أسعار الفائدة تؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب في السوق الدولي. فعند رفع الفائدة، تصبح الأصول الأخرى أكثر جاذبية مقارنة بالذهب، مما يؤدي إلى انخفاض أسعاره. وبالعكس، في حال خفض الفائدة، يزداد الطلب على الذهب.
التوترات السياسية والاقتصادية العالمية: التوترات الجيوسياسية مثل الحروب أو الأزمات المالية تساهم في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. في حالات مثل هذه، يزداد الاستثمار في الذهب، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره.
3. العرض والطلب المحلي:
يؤثر العرض والطلب المحلي أيضًا على سعر الذهب في المغرب. الطلب يمكن أن يزداد في بعض الأوقات بسبب الأحداث الاجتماعية مثل الزواج أو العادات المحلية التي تدفع الأفراد لشراء الذهب. في المقابل، قد يشهد السوق انخفاضًا في الأسعار في حال وجود زيادة في العرض سواء من خلال التعدين المحلي أو واردات الذهب من الخارج.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب في المغرب حتى 2026
1. سعر الذهب في نهاية 2025:
من المتوقع أن تظل أسعار الذهب في السوق العالمي مرتفعة نسبياً حتى نهاية 2025. إذا استمر ضعف الدرهم المغربي أمام الدولار الأمريكي، قد تشهد أسعار الذهب في المغرب زيادة طفيفة. يتوقع الخبراء أن يتراوح سعر الأونصة بين 1,800 و 2,000 دولار، وبالتالي قد يتراوح سعر جرام الذهب في المغرب بين 550 و 650 درهمًا للجرام من عيار 24.
2. توقعات سعر الذهب في بداية 2026:
مع بداية 2026، من المحتمل أن تتغير أسعار الذهب بناءً على السياسات الاقتصادية العالمية. في حال قررت الولايات المتحدة رفع أسعار الفائدة مجددًا، قد يشهد السوق انخفاضًا طفيفًا في أسعار الذهب. يتوقع أن تتراوح أسعار الذهب عند بداية 2026 بين 1,700 و 1,800 دولار للأونصة، مما قد يؤدي إلى انخفاض في الأسعار في السوق المحلي، حيث من المحتمل أن يتراوح سعر الجرام بين 500 و 600 درهم.
3. العوامل التي قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار:
رفع أسعار الفائدة: في حال قرر الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة، فإن الذهب قد يفقد جزءًا من جاذبيته كاستثمار، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
تحسن الاقتصاد العالمي: إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية العالمية وارتفعت أسعار الأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات، فقد ينخفض الطلب على الذهب وبالتالي تنخفض أسعاره.
4. العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة الأسعار:
التوترات العالمية: في حال اندلعت أزمات أو تصاعدت التوترات السياسية في مناطق معينة، قد يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يرفع أسعاره.
ارتفاع التضخم: إذا استمر التضخم في المغرب أو في الاقتصادات الكبرى، فقد يبحث المزيد من الناس عن طرق لحفظ قيم أموالهم، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب.
وعموما فالتنبؤ بانخفاض أو ارتفاع أسعار الذهب في المغرب ليس أمرًا سهلًا نظرًا لتعدد العوامل المؤثرة عليه. استنادًا إلى المعطيات الحالية، من المتوقع أن يشهد السوق المغربي بعض التراجع الطفيف في سعر الذهب مع بداية 2026، خاصة إذا استمر تحسن الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الفائدة. لكن، كما أظهرت التجارب السابقة، يبقى الذهب معدنًا غير مرتبط بشكل مباشر بالعوامل الاقتصادية التقليدية، فهو يبقى ملاذًا آمنًا في فترات الأزمات.






