
حظيت المنصة التكنولوجية المغربية “ووليز” بدفعة قوية في مسارها التنموي بعد إعلانها عن إغلاق جولة تمويلية من فئة “pre-seed” بقيمة 2.2 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 22 مليون درهم، بمشاركة سانلام المغرب كمستثمر رئيسي في العملية.
وتمثل هذه الصفقة أول استثمار مباشر لسانلام المغرب في شركة ناشئة، في إطار مقاربة استثمار مؤسساتي طويل الأمد في رأس المال الخاص، بما يعكس انتقال شركة التأمين نحو نموذج جديد يقوم على الابتكار المفتوح ودعم الحلول الرقمية ذات الأثر الهيكلي في الاقتصاد.
هذا الاستثمار يندرج في سياق تحولات عميقة يشهدها قطاع “تجارة القرب” بالمغرب، حيث تسعى “ووليز” إلى رقمنة هذا النسيج الواسع من محلات البقالة والمتاجر الصغيرة عبر منصة فينتك تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأتمتة المعطيات وربطها بسلاسة مع مختلف الفاعلين في السلسلة القيمة.
ووفقاً للمعطيات المنشورة، تقوم المنصة على مقاربة مدمجة تجعل التاجر الصغير في قلب منظومة موحدة تربط بين التجار، الصناعيين، الموزعين، مؤسسات الأداء والتمويل، شركات الاتصالات، المؤسسات العمومية، إضافة إلى المستهلك النهائي، بهدف تحسين تدفقات السلع والمعلومات والتمويل في هذا القطاع الذي ظل لفترة طويلة خارج دائرة الرقمنة المنظمة.
من جانبها، تؤكد سانلام المغرب أن دخولها في رأسمال “ووليز” يعكس قناعة استراتيجية بأن تجارة القرب تشكل إحدى البنيات الاقتصادية الأكثر كثافة في المغرب، لكنها في المقابل من بين أقل القطاعات استفادة من الأدوات التكنولوجية الحديثة.
وترى الشركة أن دعم هذا النسيج عبر حلول رقمية وتمويلية مبتكرة من شأنه تعزيز الإدماج المالي للتجار الصغار، وتثمين دورهم في الدورة الاقتصادية، وإتاحة منتجات وخدمات تأمينية ومالية ملائمة لاحتياجاتهم اليومية في أفق توسيع قاعدة الزبناء وإرساء علاقة طويلة الأمد مع هذا القطاع.
على مستوى “ووليز”، يبرز مؤسسها والرئيس التنفيذي كمال الحردوزي أن ambitie المنصة هي تحويل شبكة متاجر القرب من نسيج مجزأ إلى نظام موحّد، متصل وذكي، قادر على خلق قيمة مضافة لكل الأطراف، من التاجر إلى المصنع، مروراً بالموزعين ومؤسسات التمويل.
وتستند هذه الرؤية إلى تطوير بنية تحتية رقمية مستدامة، قائمة على استخدام الخوارزميات لتحليل البيانات التجارية اليومية، وتسهيل اتخاذ القرار بالنسبة للتاجر في ما يخص التزود بالمخزون، شروط الأداء، آليات التمويل القصير الأجل، وبرامج التحفيز والولاء، بما يرفع من مردوديته وقدرته التنافسية أمام كبرى سلاسل التوزيع.
التمويل الجديد سيوجه أساساً إلى تسريع تطوير المنصة التكنولوجية وتعزيز القدرات الهندسية والعملياتية للفريق، إلى جانب توسيع التجريب الميداني للحلول المقدمة على نطاق أوسع داخل الأحياء والمناطق ذات الكثافة العالية لتجارة القرب.
كما سيسمح برفع وتيرة انخراط التجار في المنظومة الرقمية، وتوقيع شراكات أوسع مع الصناعيين، الموزعين، وباقي الفاعلين في مجال الخدمات المالية والاتصالات، مع إبقاء المغرب قاعدة انطلاق رئيسية للمشروع، وفتح أفق توسع تدريجي نحو أسواق إفريقية أخرى.






