متابعات

البنك الدولي: إهمال الرأسمال البشري سيسبب خسائر اقتصادية فادحة للمغرب

أفاد تقرير جديد للبنك الدولي بأن الأطفال المواطنين الذين ولدوا في المغرب اليوم لن يكونوا منتجين في مرحلة البلوغ بالقدر نفسه لو أنهم كانوا  قد نشأوا في مكان آخر من العالم.

وأوضح التقرير الذي كشف النقاب عنه في بالي، إندونيسيا، على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، أن  المغرب احتل المركز 98 من أصل  157 دول في  العالم صنفها التقرير  وفقا لمؤشر جديد للرأسمال البشري، يعتمد  كأساس “إنتاج الجيل القادم من العمال”.  وجاء المغرب  بين سالفادور (97) وغويانا (المرتبة 99).

وعلى عكس المؤشرات الأخرى، مثل مؤشر التنمية البشرية فإن المؤشر الجديد للبنك الدولي “يسمح بقياس خسائر الإنتاجية الاقتصادية التي تعاني منها الدول التي لا تستثمر في رأسمالها البشري”.

ونبه التقرير إلى أن المؤشر الخاص بالمغرب والذي حصل على رصيد 0.5  من أصل 1  يعني أن” الإمكانات الاقتصادية “المستقبلية للسكان (والبلد ككل) ستكون ضائعة بالنصف خلال 50 سنة القادمة مع ما يعنيه ذلك على مستوى  الخسائر الاقتصادية الثقيلة، باحتساب انخفاض سنوي بنسبة 1.4 في المائة في نمو الناتج المحلي الإجمالي”، يقول تقرير البنك الدولي.

ومن بين الدول المجاورة التي تتقدم على المملكة نجد تونس في المركز 96 بمؤشر 0.51 بينما تحتل الجزائر المرتبة 93 بمؤشر 0.52. وتحتل البلدان الأخرى في القارة الأفريقية آخر الأماكن في التصنيف.

ووفقا للبنك الدولي، فإن تشاد (0.26) جنوب السودان (0.30) والنيجر (0.32) هي البلدان التي لديها أدنى مؤشر للرأس المال البشري.

وفي الوقت نفسه، احتلت آسيا المراكز الأولى في الترتيب وبرصيد 0.88، تتصدر سنغافورة القائمة، تليها كوريا الجنوبية (0.84) واليابان (0.84) وهونغ كونغ (0.82) وفنلندا (0.81(.

ويُصنِّف مؤشر رأس المال البشري إنتاجية طفل يولد اليوم حينما يصبح عاملاً في المستقبل بالمقارنة بمستواه إذا كان يتمتع بكامل الصحة وأتم تعليماً عالي الجودة على مقياس من صفر إلى واحد، بحيث يكون الرقم واحد تعبيراً عن أعلى تقدير ممكن. وعلى سبيل المثال إذا كان تقدير أداء بلد ما 0.5 نقطة، فإن هذا يعني أن الأفراد –والبلد بأسره- يخسرون نصف إمكانياتهم الاقتصادية في المستقبل. وإذا احتسب الأداء على مدى 50 عاما، فإن هذا يترجم إلى خسارة اقتصادية شديدة: خسارة سنوية قدرها 1.4% من إجمالي الناتج المحلي.

ويُصنِّف المؤشر كل بلد من حيث إنتاجية الجيل القادم من العمال الآن. وفي بلدان مثل أذربيجان وإكوادور والمكسيك وتايلند أظهر المؤشر أن الأطفال الذين يولدون اليوم ستزيد إنتاجيتهم 40% حينما يصبحون عمالاً في المستقبل إذا أتموا تعليمهم وتمتعوا بموفور الصحة. وفي بلدان مثل المغرب والسلفادور وتونس وكينيا ستزيد إنتاجيتهم 50%..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى