متابعات

حرب الصلب.. منظمة التجارة تنتصر للمغرب ضد الإغراق التركي

انتصرت منظمة التجارة العالمية للملف المغربي في قضية “مكافحة الإغراق” التي رفعها ضده المصنعون الأتراك، حيث عبرت المنظمة عن مساندتها لموقف المغرب فيما يتعلق بسياسته، لمنع إغراق سوقه الداخلي بالحديد التركي، فيما بات معروفا ب “حرب الصلب”.

وتعود وقائع القضية إلى سنة 2017، عندما قررت مجموعة من المسؤولين الأتراك رفع القضية الى المحكمة الدولية المختصة، بسبب اعتراض تركيا على الرسوم المفروضة عليها بسبب قانون مكافحة الإغراق المغربي، إذ سعى المسؤولون الأتراك إلى الدفاع عن منتوجهم من الصلب وعن أثمنة البيع الرخيصة، وذلك بغرض حماية مصالحهم الخاصة المرتبطة باتفاقية التجارة الحرة مع المملكة، اذ وبحسبهم “فان حق منع الإغراق المغربي يتعارض مع قانون التجارة العالمية، ومع اتفاق مكافحة الإغراق، زيادة لتعارضه مع الاتفاق المتعلق بإجراءات ترخيص الاستيراد”، وهو ما تم إثبات عدم صحته بقرار من المنظمة العالمية للتجارة.

وينص القرار المغربي على فرض رسوم لمكافحة الإغراق التركي، والتي تتراوح ما بين 11 و 22,11 في المائة، على مدى 5 سنوات ذلك منذ سنة 2014. ويعتبر القرار الدولي الانتصار الأول للمغرب في قضيته، إلا أن الموقف التركي من القرار الدولي يزال غير واضح المعالم، علما أنه تم الشروع في تحقيق لمكافحة الإغراق، يشمل كلا من الصلب التركي و الأوروبي، انطلاقا من الشكوى الموضوعة من طرف المجموعة المغربية “مغرب ستيل”، بصفتها من اكبر الشركات المغربية المتخصصة في مجال الصلب في المغرب.

وتشمل التحقيقات المتعلقة بقضية مكافحة الإغراق، جميع واردات المملكة من الصلب والفولاذ القادمة من 13 بلدا، وهي ألمانيا و بلجيكا واسبانيا، إضافة للولايات المتحدة الأمريكية و هنغاريا و الهند و ايطاليا، وأيضاا اليابان و المملكة المتحدة و روسيا، وأخيرا سويسرا و تركيا.

وتجدر الإشارة إلى أن أول حالة متعلقة بمكافحة الإغراق، قد سجلت في سنة 2013 والتي أدخلت على واردات المغرب من الصلب، والرسوم التي فرضت على تلك الواردات آنذاك. وفي صيف سنة 2014، تم تأكيد الرسوم المترتبة على مكافحة الإغراق، والتي حددت بالنسبة للمقاولات التركية في نسبة 11 في المائة.

وكانت المقاولات التركية تصدر ما بين 100 إلى 150 ألف طن من الصلب نحو المملكة، إذ تعتبر كمية مهمة في نظر بعض المختصين و المهنيين العاملين في المجال، وهي تعادل ما يمكن أن يصدره المغرب من الصلب للولايات المتحدة الأمريكية.

وتجدر الإشارة إلى أن سوق الصلب علي نطاق عالمي يواجه صعوبات كبيره ، سيما فيما يتعلق بالإفراط في الإنتاج. والواقع أن هذا القطاع يشهد منافسه شديدة القوة بين الشركات الآسيوية المصنعة، أساسا من الصين والهند، والمصنعين الغربيين على الجانب الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى