إفريقيا

المغرب – جنوب إفريقيا .. هل يصلح الاقتصاد ما أفسدته السياسة ؟

أعلن صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن CGEM وافق على توقيع اتفاقية مع غرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، مضيفا أن وفدا من هذه المنظمة، التي تضم أكثر من 25 ألف عضو ينشطون في جميع القطاعات في كل البلاد وفي إفريقيا الجنوبية، سيقوم بزيارة إلى المغرب في الربع الأول من 2019 بغية إضفاء الطابع الرسمي على الشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وتسير العلاقات الديبلوماسية بين الرباط وجوهانسبورغ نحو التطبيع بعد خصام سياسي دام منذ 2004، ومع ذلك فإن العلاقات الاقتصادية لم تتوقف خلال السنوات العشر الأخيرة 2007 – 2017 ، حيث مازالت جنوب افريقيا تحتل الصف الرابع كأكبر مورد للمغرب من بلدان القارة السمراء بعد الجزائر و مصر وتونس بحصة 6 في المائة من واردات المملكة، ويتوقع المراقبون أن تشكل المصالح الاقتصادية  المشتركة مفتاحا لتسريع التطبيع بين البلدين ، خصوصا بعد الصفقة الضخمة  لكل من ساهام و سانلام مؤخرا.

وقد أكد صلاح الدين مزوار، أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب وغرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا بصدد تدشين مرحلة (…) تعكس إرادة مشتركة بفتح صفحة جديدة بين القطاع الخاص المغربي والجنوب إفريقي، مضيفا أن المغرب وجنوب إفريقيا يتوفران على قطاعين خاصين إفريقيين دينامية والتزاما، ومشهود لهما بقدرتهما على تحفيز الاستثمار والنمو وإحداث فرص الشغل.

وأضاف مزوار في تصريح لوكالة المغرب العربي “لدينا رأس مال مشترك وقاعدة إيجابية تسمح لنا بإقامة شراكة ناجعة وبناء رؤية فعالة وبناءة بشكل أكبر” مسجلا أن الاقتصاد يضطلع بدور كبير في بناء العلاقات بين الدول، حيث أن القطاع الخاص يعتبر أحد الجسور لبناء علاقات متينة بين البلدان.

وأكد مزوار على وجود “عدة إشارات مهمة وإيجابية” بين المغرب وجنوب إفريقيا، تعكس التزام الجانبين في المضي قدما نحو شراكة بإمكانها أن تشكل عاملا يعطي زخما لإفريقيا .

وأبرز في هذا السياق، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي شكلت حدثا مهما في تاريخ إفريقيا الحديث، مشيرا إلى وجود قناعة مشتركة بشأن الدور الذي يمكن للمملكة أن تضطلع به في تنمية القارة والتحديات التي يمكن أن ترفعها لخدمة إفريقيا والأفارقة.

وعلاوة على غرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، أجرى مزوار خلال زيارته لجوهانسبورغ مباحثات مع مجموعة من رؤساء الوفود المشاركة في المنتدى الاستثمار الإفريقي.

وأكد أنه لاحظ عند ممثلي أرباب العمل الأفارقة رغبة حقيقة في بناء شراكات حسب أهداف براغماتية، مشددا على ضرورة تضافر جهود القطاع الخاص الإفريقي والعمل سويا لدعم هذه الدينامكية التي تعرفها إفريقيا.

وبخصوص منتدى جوهانسبورغ، المنظم من طرف البنك الإفريقي للتنمية، اعتبر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن هذه التظاهرة تشكل ـ”فكرة مبتكرة” ستمكن من تسريع الاستثمارات في القارة .

وأشار إلى وجود العديد من المشاريع التي يتم تطويرها ودراستها وإعدادها في إفريقيا، لكنه سجل بأن تعبئة موارد التمويل تأخذ الكثير من الوقت، و”هنا تتجلى أهمية هذه المنصة الذي تجمع عدة مؤسسات إفريقية للتمويل بهدف تسريع وتيرة الاستثمارات”.

واعتبر أن “أن عقد لقاء يضم كل هذه المؤسسات لخدمة مشاريع الاستثمار في إفريقيا يعد مبادرة ممتازة من طرف البنك الإفريقي للتنمية”، مشيرا إلى أن المنتدى شكل مناسبة للتوقيع على اتفاقيات حول مشاريع قابلة للتمويل بقيمة تتعدى 28 مليار دولار.

وأضاف مزوار أن المشاركة المغربية في هذا المنتدى تشكل رسالة مهمة، لأن المغرب هو الشريك الأول للبنك الإفريقي للتنمية، ولكون المملكة يجب عليها أيضا أن تستفيد من هذه السمعة لتكون أيضا قادرة على تعبئة استثمارات أخرى لمواكبة خطتها التنموية المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى