أكدت مديرية الدراسات والتوقعات المالية أن بناء سلاسل قيم إقليمية واعدة أمر ضروري لضمان تموقع للمقاولات المغربية في إفريقيا، حيث باتت المنافسة أكثر شراسة.
وأوضحت مديرية الدراسات والتوقعات المالية، في دراسة حول “تطوير المقاولات المغربية في إفريقيا: الواقع والآفاق” أنجزتها بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، أنه “في بيئة يطبعها ظهور مراكز إقليمية جديدة، يبدو من الضروري الاستفادة بشكل أفضل من بروز سلاسل القيم الإقليمية. ويتموقع المغرب، بفضل مؤهلاته الجيوستراتيجية وإنجازاته القطاعية، كفاعل أساسي للتكامل داخل القارة”.
وأضاف التقرير أن المغرب من بين الدول القليلة في القارة التي تشارك في سلاسل قيم عالمية في مختلف القطاعات الصناعية، من قبيل صناعة السيارات وصناعة النسيج، معتبرا أنه “يمكن لسلسلة قيمة إقليمية يتم إنشاؤها مع صناعات من بعض بلدان غرب إفريقيا، أن تكفل دمج الخبرة المغربية والتموقع المغربي وانخفاض تكلفة العمالة في بعض دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”.
وأبرزت مديرية الدراسات والتوقعات المالية أن هذه سلسلة القيم الإقليمية تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين العموميين والخواص من أجل تحديد سلاسل القيم الإقليمية المناسبة، والقطاعات المستهدفة، والوسائل والموارد التي يجب تعبئتها، ورافعات المنافسة، وفاعلي أو دول السلسلة، والمنافذ، وغير ذلك.
وأضافت الدراسة أن تحسين تموقع المقاولات المغربية يمر عبر بناء تحالفات استراتيجية بين المقاولات الكبرى والمقاولات الصغرى والمتوسطة كوسيلة للتكامل الاقتصادي للمغرب في إفريقيا، وتعبئة الفاعلين الخواص في بناء الاستراتيجية الاقتصادية المغربية في إفريقيا تعتمد على رافعات عمومية لهذا الغرض.
وبحسب المصدر نفسه، فإن المقاولات المغربية تشارك بفاعلية في دينامية النمو الإفريقية، باعتبار أن إفريقيا تعد اليوم الوجهة الأولى للاستثمارات المغربية في الخارج، مسجلا أن هذه الاستثمارات كانت ترتكز تقليديا على الخدمات، بما في ذلك الأبناك والتأمين والاتصالات، بينما يسجل اليوم تنوع في الاستثمارات المغربية التي تتوجه نحو قطاعات جديدة مثل البناء والتوزيع والصناعة.
وأوضحت الدراسة أن المقاولات المغربية التي تتطور في إفريقيا تبحث بشكل أساسي عن محركات النمو، وقد بلغت السوق المغربية في بعض القطاعات مستوى من النضج يدفع تلك المقاولات إلى استكشاف أسواق نمو جديدة على المستوى الدولي.
وأضافت الدراسة أن معايير الاختيار الرئيسية للبلدان المستهدفة من قبل المقاولات المغربية تتمثل في إمكانات السوق، وسهولة الوصول إليها، فضلا عن استقرارها، وهي المعايير التي دفعت معظم المقاولات إلى التوجه أولا إلى أسواق غرب إفريقيا.
