أصدرت العديد من الشركات المدرجة أسهمها في بورصة الدارالبيضاء في الآونة الأخيرة بيانات تحذير profit warning من انخفاض أرباحها برسم السنة المالية 2018.
وقد تسببت هذه البيانات المتعاقبة في ركود سوق الأسهم وانكماش الرواج داخل بورصة الدارالبيضاء التي تشهد تداولاتها تراجعا واضحا منذ شهور عدة، وذلك بسبب انعدام الرؤية والضبابية التي تسود مجموعة من القطاعات، وهو ما انعكس على حجم الرسملة الذي تراجع سنة 2018 بأزيد من 60 مليار درهم.
وفي خضم هذه الأجواء، اضطرت العديد من الشركات المدرجة إلى مراجعة توقعاتها المفرطة في التفاؤل لتعيد الأرقام الحالمة إلى أرض الواقع، متحججة حينا بالظرفية الاقتصادية العامة التي تشهدها مجموعة من القطاعات في البلاد أو تعزوها أحيانا أخرى إلى خضوعها للمراجعات الضريبية التي لم تكن في الحسبان.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة التأمينات سهام مع مطلع العام الجديد عن توصل إلى إبرام تسوية ضريبية مع مديرية الضرائب، همت مراجعات الضريبة على الأرباح والضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة خلال سنوات 2016 و2017. وتمخضت هذه التسوية عن أداء شركة سهام مبلغ 60 مليون درهم لمديرية الضرائب، والتي قالت الشركة أنها ستنعكس سلبيا على أرباحها لسنة 2018.
أما شركة ديسواي، المتخصصة في توزيع منتجات التكنولوجيا، فأشارت في بيانها إلى أنها تترقب انخفاض أرباحها الصافية نتيجة تراجع مبيعات فرعها التونسي بسبب الانكماش الاقتصادي، إضافة إلى تأثر نتائجه المالية جراء تخفيض قيمة الدينار التونسي.
إضافة إلى ذلك أشارت شركة ديسواي أنها خضعت بدورها إلى مراجعة ضريبية في بلدها المغرب برسم الضريبة على الأرباح والضريبة على الدخل وضريبة القيمة المضافة لسنوات 2013 و2014 و2015. ولم تكشف الشركة في بيانها عن أية أرقام بخصوص هذه التوقعات.
وبدورها أعلنت شركة الضحى العقارية عن أداء 126 مليون درهم لمديرية الضرائب في إطار التسوية الضريبية التي توصلت إليها معها بخصوص ضرائب الأرباح والدخل والقيمة المضافة ورسوم التسجيل لفترة أربع سنوات من 2014 إلى 2017. كما أشارت الشركة إلى استمرار انكماش الطلب على العقار في المغرب متوقعة تراجع مبيعاتها.
وفي السياق نفسه أعلنت شركة ديار السعادة للإنعاش العقاري بدورها أنها تترقب تراجع نتائجها خلال سنة 2018 جراء الظرفية الصعبة للقطاع العقاري.
ومن جانبها، أعلنت شركة لوسيور كريستال، للزيوت الغذائية، عن خضوعها أيضا لمراجعة ضريبية برسم الضرائب الأساسية الثلاثة (الأرباح والدخل والقيمة المضافة) للسنوات الأربع من 2014 إلى 2017، والتي انتهت إلى إبرام تسوية مع إدارة الضرائب بقيمة 95 مليون درهم.
وفي المنحنى نفسه، أعلنت شركة كارتيي السعادة للزيتون والمصبرات بمراكش عن توقع انخفاض نتائجها بسبب تداعيات الظرفية الاقتصادية في فرنسا وبعض البلدان العربية، إضافة إلى انعكاس ارتفاع أسعار المواد الأولية الفلاحية في السوق المغربية.
من جهتها أعلنت مجموعة مغرب أكسيجين، التابعة للإمبراطورية المالية لعزيز أخنوش، عن توقع انخفاض أرباحها بنسبة 8.6 في المئة وتراجع مبيعاتها 3.4 في المئة خلال سنة 2018. كما أعلنت شركة سلفين المتخصصة في تمويل الاستهلاك والسلف الشخصي، أنها أيضا تترقب انخفاض أرباحها نتيجة الخضوع المراجعة ضريبية.
سنطرال دانون لم تشذ عن الأمر أيضا إذ أعلنت عن توقعاتها بأن يتراجع رقم معاملاتها خلال السنة الجارية إلى ما بين 25 و30 في المائة، بل أكثر من هذا تتوقع أن يتزايد حجم الخسائر المسجلة في الأرباح السنوية حيث من المنتظر أن يتم تسجيل صافي دخل سلبي في حدود 500 مليون درهم، مقابل 115 مليون درهم التي تم تحقيقها السنة الماضية.
