رئيسيةستارت آب

صندوق «Emtech II» يقترب من إغلاق 40 مليون دولار مع «IFC» و«Proparco»

يقترب الصندوق الاستثماري المغربي «Emtech II»، التابع لشركة التسيير «EmergingTech Ventures»، من بلوغ مرحلة الإغلاق النهائي بعد مفاوضات مكثفة أفضت إلى بلورة اتفاق تمويلي غير مسبوق بقيمة 40 مليون دولار، يجمع بين مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي «IFC» ومؤسسة «Proparco» الذراع المالي للوكالة الفرنسية للتنمية.

هذه العملية التي توصف بكونها تحولا نوعيا في سوق الرساميل المغربية، تكرّس الثقة الدولية في البيئة القانونية والمالية الوطنية وقدرة منظومة الابتكار المحلي على استقطاب فاعلين مؤسساتيين من هذا الحجم.

«Emtech Ventures»، التي أسّسها الثلاثي مريم الزعيري تلمساني وسيدي محمد زكراوي وعبد الواحد بن لمليح، استطاعت إقناع هيئتَين طالما اعتمدتا على ولايات قضائية أجنبية كوجهة لاستثماراتهما، بخوض تجربة استثمارية مباشرة داخل الصندوق المغربي وفق الإطار القانوني لـ«الصناديق الجماعية في رسملة الشركات ذات القواعد المخففة» (FPCC-RFA).

وتُعدّ هذه الخطوة سابقة في تعامل مؤسسات دولية من هذا الوزن مع مركبة مالية مغربية بالكامل، ما يعكس نضج البنية المؤسسية وتطور أدوات التمويل المحلية الموجهة للمقاولات المبتكرة.

المفاوضات التي امتدت لأشهر بين الأطراف المعنية أفضت إلى تجاوز مجموعة من التحفظات التقنية والإجرائية، خصوصاً تلك المتعلقة بهيكلة الملكية وآليات الحماية القانونية للمستثمرين الدوليين. ويأتي ذلك في سياق تزايد الاهتمام العالمي بالمنظومات التكنولوجية الإفريقية، والتي بدأت تجذب صناديق رأسمال مخاطر تبحث عن فرص نمو مرتفعة العائد داخل مناطق صاعدة ذات إمكانيات بشرية ومعرفية واعدة.

ويشكل هذا الإنجاز منعطفاً جديداً في مسار Emtech التي كانت قد أطلقت صندوقها الأول «Emtech I» بدعم من مؤسسات مغربية كـ«تمويلكم» و«الصندوق المغربي للتقاعد» اللذين جددَا شراكتهما اليوم دعماً لإطلاق الدورة الثانية.

صندوق «Emtech II» صُمّم لمواكبة المقاولات الناشئة في مراحل الانطلاق والتوسع عبر تذاكر استثمارية تتراوح بين خمسة وثلاثين مليون درهم، مع تركيز على المشاريع النشطة في مجالات التقنية العميقة، الصحة الرقمية، التكنولوجيا المالية، الأمن السيبراني، التعليم الرقمي، والفلاحة الذكية.

ويهدف الصندوق إلى الاستثمار في شركات تنشط أساساً بالمغرب وتونس وغرب إفريقيا الفرنكوفونية، حيث يسعى إلى سد فجوة التمويل بين المبادرات المبتكرة ورؤوس الأموال القادرة على تحويلها إلى مشاريع رائدة على المستوى القاري.

ومن خلال هذا التمويل المنتظر، يطمح الصندوق إلى بناء جيل جديد من رواد الأعمال المحليين وأبناء الجالية الإفريقية في الخارج، ممن يمتلكون الرؤية والقدرة على تطوير حلول تكنولوجية تستجيب لحاجيات القارة.

كما يُرتقب أن يسهم في خلق قيمة مضافة مستدامة عبر تحفيز الابتكار وتحسين تنافسية الشركات الناشئة، ما يعزز من موقع المملكة كمحور إقليمي لصناعة التكنولوجيا الحديثة ورأسمال المخاطر في إفريقيا الفرانكوفونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى