أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة عن إطلاق الموجة التواصلية الثانية لحملة أرض الأنوار ب19 بلدا مع التركيز، هذه المرة، على الشق الجهوي.
وقال بلاغ للمكتب إنه بعد مرور سبعة أشهر على إطلاق الحملة الترويجية “المغرب، أرض الأنوار”، عقد المكتب اجتماعا ضم المهنيين، المنضوين تحت لواء الكونفدرالية الوطنية للسياحة وأبرز رؤساء المجالس الجهوية للسياحة المعنيين بهذه الحملة.
وقدم عادل الفقير، مدير عام المكتب الوطني للسياحة، حصيلة الإنجازات المنبثقة عن الموجة الترويجية الأولى، وسطر آفاق الإستراتيجية التسويقية الوطنية والمجالية المعتمدة من طرف المكتب الذي يعمل جاهدا على تطوير وبلورة سياحة منسجمة ومتناغمة.
وقد كانت نتائج الموجة الأولى في مستوى التطلعات والانتظارات، كما أفرزت ذلك الاختبارات البَعْدِية التي أكدت على اطلاع 60% من السياح الدوليين على هذه الحملة بالأسواق المستهدفة (وإلى غاية 74 و80% بإسبانيا وفرنسا). من المرتقب أن تؤدي هذه الإنجازات إلى توسيع نطاق شهرة الوجهة وتحسين صورتها بثلاث محاور إستراتيجية : كوجهة “ميول كبير” (+5 نقط)، وجهة “حصرية وفاخرة” (+9 نقط) يميزها عنصر “السلامة والأمان” (+15 نقطة)، هذا العنصر الأخير الذي أصبح عاملا محددا لدى المسافرين عبر مختلف بقاع العالم.
البلاغ ذاته نقل عن عادل الفقير قوله: “أرض الأنوار حملة ترويجية فريدة من نوعها أبهرنا بها منافسينا ومن المنتظر أن تفسح المجال أمام المغرب للتموقع ضمن العشر وجهات العالمية الأولى الأكثر استقطابا للسياح.”
كما أن الأثر التحفيزي للحملة حول نوايا السفر ظهر جليا لكون 96% من الذين عرفوها أفصحوا عن نية واضحة لزيارة المغرب. والنتائج الجيدة المسجلة خلال صيف 2022 تؤكد هذه اللهفة والانبهار بجلاء.
لحد الآن، وللتركيز أكثر ، خاصة عشية حلول فصل شتاء 2022 والتحضير ل2023، قرر المكتب الوطني المغربي للسياحة إطلاق موجة تواصلية ثانية ابتداء من يومه الجمعة 11 نونبر ب19 بلدا عبر العالم. وترتكز هذه الحملة على مخطط تواصلي عبر التلفزة، على كبريات القنوات الدولية وأيضا على شاشات القاعات السينمائية وعلى الوسائل الرقمية. أما على مستوى الإعلانات الحضرية والصحافة المكتوبة، فالحملة ستركز على الشق الجهوي وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وبالنسبة للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أضحى من الضروري من الآن العمل على تسويق التنوع الذي يحظى به عرض المغرب. وقد جاءت هندسة “علامات-وجهات” لتعزز تصور المغرب وتثمين الغنى الجغرافي، البشري، الفني، الثقافي والتقليدي، الذي يزخر به بلدنا.
بهذا الخصوص قال عادل الفقير: “وجهاتنا السياحية في حاجلة للارتقاء إلى مستوى البعد الذي تحظى به علامة المغرب. ونحن نسعى في هذا الصدد إلى خلق أيقونة علامات-وجهات عصرية، شمولية، ومتميزة للتعبير عن كافة تجارب المغرب. وينبني هذا المسعى على خلق شراكة مع الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين، ليستطيع الجميع العمل وفق نظام وهيكلة مضبوطة.”
بعد ذلك، استعرض مدير عام المكتب الوطني المغربي للسياحة أمام أنظار مهنيي القطاع العمل الإبداعي المنجز، والمرتكز أساسا على دراسة تقنية ودلالية معمقة حول مميزات وإيجابيات مختلف الجهات والوجهات السياحية. وقد تم تحديد 16 وجهة بمؤهلات قوية. كما تم إبداع عشرة علامات، فيما تجري حاليا عملية بلورة ستة علامات الباقية.
ومن جانب آخر، تم إحداث “صندوق أدوات” يتضمن العديد من المكونات: شعار فريد ومميز لكل وجهة على حدة، رمز على شكل باب أو قوس، تعبيرا عن رسالة حفاوة الاستقبال بمختلف ربوع المغرب، مع الحرص على معالجة خاصة لكل منطقة على حدة، بلون خاص وتدرجات تلتئم فيما بينها لتشكيل لوحة ألوان شاملة للوجهة.
كما تجتمع هويات الوجهات فيما بينها لتحديد وتثمين العناصر المميزة لجوهر كل جهة على حدة: الآثار والرموز، الخصوصية الجهوية، الطبيعية أو البشرية، الألوان والنقوش، الصور والرسومات… وقد جاءت كل هذه العناصر لتهيكل هذه الرسائل بهدف تبيان الاختلاف والأفضلية.
إلى ذلك أشاد كل ممثلي الكونفدرالية الوطنية للسياحة ورؤساء المجالس الجهوية، الذي تسلموا بهذه المناسبة جائزة مع شعار كل حسب جهته، (أشادوا) بهذه البادرة معبرين عن عزمهم على حملها معهم إلى الجهات التي ينتمون إليها.
البلاغ شدد على أنه ضمن دينامية تشاركية هادفة مع الفاعلين على الصعيد المحلي، يكون المكتب الوطني المغربي للسياحة قد وضع أسس ولبنات نظام موسع يتيح الفرصة للارتقاء بالوجهات السياحية، والوصول في الأخير إلى تقاسم أفضل لقيمة مضافة تفضي إلى تطوير سياحة متناغمة ومتجانسة.