في وقت تمكنت مجموعة “مناجم” خلال السنة الماضية من تسجيل أداء جيد رغم الاضطرابات الخارجية والسياق الجيوسياسي الدولي غير المستقر، فإن سنة 2024 تمثل، حسب مسؤولي المجموعة، مرحلة انتقالية للمجموعة لتعزيز أدائها التشغيلي في الأنشطة الحالية والإنتهاء من تطوير المشاريع الكبرى في الخطة الاستراتيجية 2025.
وحسب المعطيات التي كشف عنها عماد التومي، الرئيس المدير العام للمجموعة المنجمية، فالسنة الانتقالية ستتميز بالأساس بإطلاق أربعة مشاريع جديدة تحرز تقدمًا جيدًا لبدء التشغيل في العام المقبل”.
المشروع الأول يتعلق بمنجم “تيزرت”، والهدف منه هو مضاعفة إنتاج النحاس في المغرب. وقد تطلب غلافا استثمارياً يقدر بنحو 4 مليارات درهم. ومن المتوقع أن يدخل مرحلة الإنتاج بحلول النصف الثاني من سنة 2025.
المشروع الثاني، على المستوى الوطني، يهم أول وحدة لكبريتات الكوبالت بمنجم “كَماسة” باستثمار يناهز مليار درهم في إطار عقد موقع مع مجموعة “رونو” للسيارات. وسيمكن هذا المصنع من اغتنام الفرص المتاحة في السوق، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، حيث تسعى المجموعة إلى تلبية الطلب المتزادي لمصنعي البطاريات من خلال تقديم منتج مكرر ذو قيمة مضافة عالية بدلاً من المنتج الخام.
في ما يخص المشروع الثالث الذي تطلقه المجموعة، فالأمر يتعلق بتوسيع منجم Tri-K بغينيا للحفاظ على الطاقة الإنتاجية للمنجم. وسيتم الانتهاء من عمليات التوسعة بحلول نهاية سنة 2024 علىأن يتم إطلاقه في العام المقبل.
وأخيرًا، سيدخل مشروع بوتو، وهو الجزء السنغالي من أصول بامبوك التي تم الحصول عليها في نهاية سنة 2022، مرحلة الإنتاج في العام المقبل. وتطلب هذا المشروع استثمارا بقيمة 3.5 مليار درهم.
وفي إطار استراتيجيتها التنموية، حددت المجموعة غلافا استثماريا عالميا بقيمة 17,4 مليار درهم في الفترة المستهدفة 2023-2026. ويخصص من هذا الغلاف 11 مليار درهم للمشاريع الاستراتيجية، ضمنها 4.7 مليار درهم، لمشروع “تيزرت” و6.7 مليار درهم لمشروع “بوتو”. فضلا عن أنه لدعم الخطة الاستراتيجية للمجموعة والهيكلة المالية للمشاريع، تم إطلاق زيادة إجمالية لرأس المال بقيمة 3 مليارات درهم مع ضخ سيولة إضافية بقيمة 1.5 مليار درهم”.
وأضاف عماد التومي إن هذا التحول الذي انطلق فعليا، ستصل مجموعة “مناجم” إلى مستوى جديد في تطورها في أفق سنة 2030. ما سيسمح لها بتأكيد مكانتها كشركة رائدة إقليميا في أفريقيا في أنشطة الذهب، سيما مع ثلاث عمليات استحواذ رئيسية.
“على المدى الطويل، تهدف مناجم إلى وضع نفسها كفاعل رئيسي في مجال الذهب الإفريقي بمحفظة ديناميكية ومتنوعة في القارة الإفريقية مع هدف إنتاج يبلغ 500 ألف أونصة. وستمكننا خارطة الطريق هذه من تحقيق رقم 7 مليارات درهم في حجم المبيعات السنوية اعتبارا من سنة 2025 مع كلفة استثمارية تبلغ 8 مليارات درهم بحلول سنة 2026”.
للإشارة سجل الأداء المالي لمجموعة “مناجم” تراجعا خلال السنة الماضية، حيث انخفض رقم معاملاتها إلى 7.5 مليارات درهم، ما يمثل ناقص 22 في المائة على أساس سنوي.
وتعليقا على هذا الأمر قالت منى محفوظ، المديرة التنفيذية المكلفة بالتدبير المالي، إن هذا الأداء السلبي يفسر أساسا بالتأثير السلبي لانخفاض أسعار بيع المعادن: الكوبالت بناقص 40 في المائة، والزنك بناقص 24 في المائة، وكذا النحاس بناقص 8 في المائة، بالإضافة إلى انخفاض حجم مبيعات الذهب بسبب تعليق النشاط في السودان، والاضطرابات الخارجية لعمليات منجم “TRI -K” في غينيا.
