متابعات

ساركوزي: لن يكون هناك تطور في أوروبا إذا غرقت أفريقيا في الفقر

دعا نيكولا ساركوزي، الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، إن هناك العديد من الخطوات المحسوبة نحو الحداثة خاصة خلال فترة الربيع العربي إلى تنظيم منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال سوق مشتركة حول قطاعي المياه والسياحة واللذان يشكلان موضوعان رئيسيان في المنطقة.
ساركوزي الذي كان يتحدث اليوم الجمعة خلال أشغال الجامعة الصيفية للاتحاد العام لمقاولات المغرب حيث كان ضيف شرفها، أضاف أن هذا التنظيم سيكون على غرار الاتحاد الأوروبي، الذي كان قائما على اتحاد الفحم والصلب.

ولاحظ ساركوزي أن المؤسسات الدولية لم تعد تتوافق مع واقع عالم اليوم بسبب ضعف تمثيلية الدول العربية والإفريقية ودول أمريكا الجنوبية، داعيا من هذا المنطلق إلى التفكير فيما يجب أن تكون عليه منظمة دولية تأخد بعين الاعتبار خصوصيات علاقات القوة الموجودة حاليا.
و في معرض حديثه عن المخاطر التي قد تسبب في حدوث أزمة مالية جديدة ، حذر ساركوزي من الاصدار المفرط للعملة، ما يجعل مستوى الكتلة النقدية غير متوازن مع حجم الخلق الحقيقي للثروة ، وبالتالي تقليل قيمة النقود من خلال انخفاض أسعار الفائدة.
إلى ذلك حذر الرئيس الفرنسي الأسبق من أن الوضع الحالي، الذي يغلب عليه طابع المضاربة ، قد يؤدي الى بروز أزمة من شأنها أن تكون في حد ذاتها فرصة للتغيير وحافزا معجلا على اتخاذ القرارات ، وبالتالي المساهمة في الخروج من حالة الركود الذي لا يمكن تجاوزها في مرحلة الاستقرار.

وطالب ساركوزي بـ وضع نموذج تنموي مشترك بين القارتين الأوروبية والإفريقية، من أجل الوقوف في وجه التحديات التي تؤرق العالم حاليا وقال إن تشييد البنيات التحتية هو أساس تحقيق التقدم التنموي في جميع البلدان.

وقال في هذا الإطار: مصائرنا مشتركة،  لن يكون هناك تطور في أوروبا إذا غرقت أفريقيا في الفقر، نحن قريبون جدا، ويتعين علينا أن ننجح معا أو أن نفشل معا”.

ساركوزي أضاف: “إفريقيا تتقدم لكنها تطورها بطيء للغاية. تقدمها يتبخر على الفور بفعل الطفرة الديموغرافية. مهما كان الجهد المبذول، فإنه ذلك لا يتم بسرعة كافية لتجنب الكارثة”.

ومن المواضيع ذات الراهنية التي تؤرق ساركوزي علاقة التغيرات المناخية بالانفجار الديمغرافي الذي يعرفه العالم حاليا وضمنه القارة السمرا، وفي هذا الصدد عبر عن ما وصفه الانفجار الديمغرافي الكبير الذي يشهده العالم والتحديات التي يمكن أن تترتب عن ذلك، مضيفا:  “سينمو عدد السكان العالم من 7.5 مليار إلى 9 مليارات في 30 عاما، أو حتى 11 مليار بحلول نهاية القرن.  في ثلاثين سنة، سيصبح عدد سكان نيجيريا أكثر من عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية. وسينتقل عدد سكان إفريقيا من 1.2 إلى 2.5 مليار شخص لم يسبق أن تعرض الكوكب لصدمة ديموغرافية بهذا الحجم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى