متابعات

هل تعتمد “Morocco Now” معطيات مغلوطة لتسويق وجهة المملكة؟ (الحلقة 1)

في وقت ما يزال نقاش لجوء الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات إلى وكالة استشارة فرنسية مغمورة لإنجاز العلامة المغربية الجديدة الخاصة بالاستثمار والتصدير Morocco Now، لم يهدأ، تعود علامة “المغرب الآن” إلى الواجهة مع كشف اعتماد القائمين عليها على “معطيات مغلوطة” يتم الترويج لها على نطاق واسع في الوسائط الاجتماعية والمنصات المتخصصة.

ومن بين المعطيات المغلوطة التي يتم الترويج عليها للدلالة على قوة العرض التصديري للمملكة ما تصفه الوكالة المغربية للتنمية الاستثمارات والتصدير بـ “ازدهار الصادرات” حيث تشير إلى نمو هذه الصادرات بمعدل 3.6 أضعاف بين سنتي 2010 و2019.

وحسب ما تقدمة الوكالة فقد انتقلت هذه الصادرات من 79 مليار درهم سنة 2010 إلى 282 مليار درهم سنة 2019، لكن بالعودة إلى الإحصائيات الصادرة عن مكتب الصرف لسنة 2010 نجد معطيات إحصائية مخالفة لما يتم الترويج له.

وحسب إحصائيات مكتب الصرف لسنة 2010 (الصفحة 37) (أنظر الرابط) فقد نمت صادرات المملكة بنحو 32 في المائة لتستقر عند 149.583 مليار درهم مقارنة مع 113.020 مليار درهم المسجلة سنة من قبل، أي بزيادة إجمالية قدرها 36.563 مليار درهم من سنة لأخرى، دون أن تصل إلى المستوى القياسي الذي سجل سنة 2008 والذي بلغ 155.739 مليار درهم.

وتبعا لهذه المعطيات فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: من أي جاءت الوكالة برقم 79 مليار درهم الذي بنت عليه منشورها لتقول إن صادرات المملكة تضاعفت بمعدل 3.6 مرات خلال عشر سنوات فقط؟

للإجابة على هذا السؤال سيكون من الجيد العودة إلى إحصائيات مكتب الصرف وتحديدا عشر سنوات أخرى إلى الخلف، لنجد الرقم الذي تم تقديمه ضمن إحصائيات سنة 2000.

بيانات مكتب الصرف (الصفحة 37) (أنظر الرابط) تشير بهذا الخصوص إلى تسجيل صادرات المملكة نموا بواقع 7.1 في المائة سنة 2010، لتنتقل من 73.616 مليار درهم سنة 2009، إلى 78.826 مليار درهم سنة 2010 أو ما يعادل زيادة قدرها 5.210 مليار درهم.

وبغض النظر عن مبرر هذا الاختلاف في المعطيات المقدمة، هل يتعلق الأمر بأمر مقصود أم مجرد سهو من فرق الوكالة بالنظر إلى حجم العمل الذي واكب إطلاق العلامة الجديدة فالأهم أن نمو الصادرات المغربية انتقل من 149 مليار درهم سنة 2010 التي اعتمدت سنة مرجعية، إلى 282 مليار درهم سنة 2019 (الصفحة 35)، ما يمثل نموا بالضعف وليس 3.6 أضعاف، وهو معدل يهم “ازدهارا” على مدى عشرين سنة بدل عشر سنوات كما حاول منشور علامة “المغرب الآن” تسويقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى