إفريقيا والشرق الأوسطرئيسية

المغرب وروسيا يوقعان مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة عمل مشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

شهدت العاصمة الروسية موسكو حدثاً دبلوماسياً مهماً تمثل في توقيع مذكرة تفاهم بين المغرب وروسيا الاتحادية، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

تمثل هذا التوقيع في إحداث لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الخارجية في البلدين، تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية ووضع أسس مستقبلية للشراكة الاستراتيجية تتخطى الحدود التقليدية للتعاون.

هذه اللجنة، التي سينتج عنها تطوير سياسي واقتصادي مبتكر، ستتولى مسؤولية مراجعة حصيلة التعاون الحالي، وصياغة مقترحات لتحديد محاور جديدة للتعاون ذات قيمة مضافة عالية.

كما تم الاتفاق على إرساء حوار سياسي منتظم يضمن متابعة تنفيذ الاتفاقيات السابقة بهدف منح العلاقات الثنائية زخمًا جديدًا، يعكس تطلع البلدين نحو تنمية مستدامة وفتح آفاق أوسع للشراكة.

ومن المنتظر أن يرأس بوريطة، بالتعاون مع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وروسيا.

تأتي هذه الخطوة في إطار حرص المغرب وروسيا على تعميق الروابط التي تمتد جذورها إلى القرن الثامن عشر، حيث أكد الوزير المغربي على التطور الملحوظ منذ إعلان الشراكة المعمقة عام 2016، مشيراً إلى المستوى العالي من الحوار السياسي والتنسيق بين البلدين خلال ستة أسابيع الماضية من الاتصالات والاجتماعات، التي تعكس القوة المتصاعدة للعلاقات الثنائية واعتراف المغرب بروسيا كشريك استراتيجي موثوق وفاعل دولي مؤثر في القضايا الإقليمية والدولية.

مذكرة التفاهم تحمل في طياتها آفاقا واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، إذ إن إنشاء اللجنة سيدعم إطارًا قانونيًا ومنظماً يعزز ثقة المستثمرين ويحفز الاستثمار المشترك في قطاعات متعددة.

كما سيؤدي إرساء هذا الهيكل التنظيمي إلى تعميق التنسيق بين الطرفين في المجالات الاقتصادية المختلفة، وتسهيل حركة التجارة، وحل العقبات الإدارية، وتطوير الصناعات.

علاوة على ذلك، فإن تركيز المذكرة على التعاون في مجالات استراتيجية متنوعة مثل التعليم، الإعلام والاتصالات، يأتي في وقت يدرس فيه آلاف الطلاب المغاربة في روسيا، ما يسهم في بناء جسر ثقافي وتعليمي يثري العلاقات بين البلدين.

وأكد لافروف في مؤتمر صحفي أن روسيا تقف إلى جانب دعم هذا التعاون التعليمي بشكل كامل، مما يعزز الروابط الإنسانية ويخلق بيئة مواتية للاستثمار والتبادل الاقتصادي.

من ناحية سياسية واستراتيجية، تم التأكيد خلال المباحثات على ضرورة استمرار التعاون في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في مناطق شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط، حيث يشكل التنسيق بين البلدين عاملاً أساسياً في تعزيز السلام والاستقرار، الأمر الذي له انعكاسات إيجابية على المناخ الاستثماري في المغرب وروسيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى