متابعات

منصوري: منحنى الإصابات بكورونا سيتسطح نهاية ماي وسيتجه نحو التصفير متمّ يونيو

نشر الدكتور ابراهيم منصوري، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة القاضي عياض بمراكش، ورقة بحثية على موقع Research Gate International، تسعى إلى التنبؤ بتاريخ وصول منحنى الإصابات بمرض كوفيد-19 في المغرب إلى الذروة وبداية هبوطه المضطرد نحو الصفر. ونشرت الورقة البحثية تحت عنوان ” محاولة لتقدير دالّة عدد الإصابات بفيروس كورونا في المغرب: في اتجاه بلوغ الذروة أواخر ماي وتصفير عدد المصابين بالفيروس عند متم شهر يونيو 2020″، مع العلم أن الراغبين في الاطلاع عليها يمكنهم اتباع الرابط:

Mansouri-Brahim-Prvision_COVID_19_Maroc.pdf.

وبافتراض أن الإحصائيات الرسمية المتاحة لا تنسلخ كثيراً عما يجري في الواقع، ارتأى الباحث المغربي إلى إجراء انحدار (Régression) لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد المتراكمة في المغرب من تاريخ 02 مارس إلى 11 أبريل 2020، على الترند الخطي (Trend linéaire) والترند التربيعي (Trend quadratique)، بالإضافة إلى متغير دمية (Variable Dummy) يمكِّن من الأخذ بعين الاعتبار للإجراءات التي اتخذتها الحكومة المغربية منذ بداية تفشي الفيروس.

وعليه، فإن التحليلات القياسية التي أجراها الدكتور ابراهيم منصوري تبين أن عدد الإصابات بالفيروس في المغرب سيصل إلى درجته القصوى في اليوم الواحد والتسعين بعد يوم 02 مارس الذي شهد أول إصابة بالفيروس في بلادنا، مما يعني أن المعدل النسبي لتغير عدد الإصابات سيبدأ في الهبوط المضطرد ابتداء من أوائل شهر يونيو 2020 ليؤول إلى الصفر عند متم الشهر نفسه.

تبين الدراسة أن صياغة دالة تفسيرية لسلوك تفشي فيروس كورونا في المغرب قد تعطينا أفكاراً مفيدة حول تطور الفيروس واتجاهه نحو “إنتاج” عدد كبير من المصابين في وقت قياسي، خاصة إذا عرفنا أن تفشيه بين مواطني البلد الواحد او عبر حدود الدول يحتكم لمتتالية هندسية، بحيث تكون دالته التفسيرية أُسِّية بامتياز.

انطلاقاً من الصبغة الأُسِّية لعدد الإصابات، ارتأى الاستاذ الباحث إلى القيام بانحدار لعدد المصابين على الترند الخطي والترند التربيعي (Trend linéaire et trend quadratique)  بالإضافة طبعاً إلى قياس ملائم للمبادرات الحكومية الرامية إلى القضاء على الفيروس اللعين، وذلك عبر بناء متغير-دُمْية (Dummy)  مناسب.

بعد القيام بالاختبارات الأولية حول درجة اندماج (Intégration) المتغيرات وترابطها المشترك(Cointégration) ، قام الدكتور ابراهيم منصوري بتقدير نموذج قياسي بيَّن فيه أن الترند الخطي يؤثر إيجابيا على عدد المصابين بالفيروس بينما يؤدي الترند التربيعي إلى انخفاضه عبر الزمن، مما يعني أن منحنى عدد الإصابات بفيروس كورونا له شكل تربيعي من فصيلة منحنى التوزيع الاحتمالي الطبيعي الغوسي (Distribution normale gaussienne)، بحيث يزداد العدد اليومي المصابين في أول الأمر حتى يصل إلى ذروته ليبدأ بعد ذلك في الهبوط المضطرد إلى الحد الذي يصل فيه إلى التصفير.

أما بالنسبة للمبادرات الحكومية المتعلقة بالاحتراز من الفيروس وحث المواطنين على الالتزام الصارم بحالة الطوارئ والعزل الصحي، فيبدو من خلال التقديرات والاختبارات التي أجراها الأستاذ الباحث أنها لعبت دوراً مهما في هذا المضمار، إلا أن مفعول هذه المبادرات على التخفيف من تفشي الفيروس لم يكن ذا تعبير إحصائي متقدم، مع العلم أن هذا لا يعني بتاتا أن الدولة تقاعست في لعب الدور المنوط بها، بل يعود ذلك بالأساس إلى استخفاف بعض المواطنين بالفيروس الخطير وتسفيههم له، ناهيك عن انتشار الإشاعات والخزعبلات التي تعرقل جهود الحكومة في سبيل القضاء على كوفيد-19.

بعد تقدير النموذج القياسي بالاعتماد على التحليل العصري للسلاسل الزمنية (Analyse moderne des séries chronologiques)، عمد الدكتور ابراهيم منصوري إلى حساب المشتقة الجزئية (Dérivée partielle) على المدى الطويل للمتغير التابع بالنسبة للترند (t)، مع مساواة هذه المشتقة مع الصفر، وذلك توخياً لمعرفة الزمن الذي سيصل فيه منحنى عدد المصابين إلى ذروته أو أَوْجِه.

بعد القيام بالحسابات الضرورية، تبين أن المنحنى سيصل إلى الذروة في اليوم الواحد والتسعين تقريباً، ابتداء من يوم 02 مارس 2020 الذي شهد ظهور أول مصاب في المغرب.

وعليه، فطبقا للنتائج القياسية التي استقاها الأستاذ الباحث من دراسته التطبيقية، فقد يفصلنا عن بلوغ ذروة الإصابات ما يناهز 50 يوماً، أي أن العدد اليومي للإصابات بفيروس كورونا سيبدأ في الهبوط المضطرد ابتداء من أواخر شهر ماي 2020. إلا أن الدروس المستخلصة من تجربتي الصين وكوريا الجنوبية تعطينا آمالاً كبيرة على أن عدد الإصابات سيتسارع في الهبوط أكثر مما كان يرتفع قبل وصوله إلى الذروة. ويعني هذا أن تصفير عدد الحالات المصابة قد يحدث في المغرب أواخر شهر يونيو 2020 على الأكثر.

أشار الدكتور ابراهيم منصوري في ختام ورقته البحثية إلى أن قراء بحثه مدعوون إلى تأويل نتائجه الإمبريقية بكثير من الحيطة والحذر، خاصة أنها تفترض ان البيانات الإحصائية الرسمية حول فيروس كورونا في المغرب تتسم بالواقعية، بينما يعتبر من المعقول في حقيقة الأمر أن نعترف أنه ليس في مقدور السلطات العمومية المغربية أن تقوم باختبارات أوسع حتى تتعرف أكثر على حدة انتشار فيروس كورونا بين المواطنين. كما أشار الأستاذ الباحث إلى أن حجم العينة الزمنية (Echantillon temporel) التي اشتغل عليها لا يتعدى 41 يوماً، وقد لا يكفي هذا الحيز الزمني للوصول إلى نتائج قياسية أفضل، خاصة إذا أراد المرء الاشتغال على أدوات الاقتصاد القياسي الحديث من اختبارات قياسية متقدمة وتقديرات متطورة.

وعلى كل حال، قد تكون هذه الورقة البحثية نافعة على المستويين المفاهيمي والقياسي، وقد تكون تنبؤاتها حول بداية هبوط عدد المصابين عند بداية شهر ماي وتصفيره عند نهاية شهر يونيو صحيحة إلى حدّ ما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى