وجهات نظر

منصوري: من المفيد استكشاف محددات القاعدة الأسية لتفشي كورونا

نشر الدكتور ابراهيم منصوري، أستاذ العلوم الاقتصادية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، ورقة بحثية باللغة الانجليزية، على موقع Research Gate International، تحت عنوان “محددات تفشي فيروس كورونا في المغرب: تحليل قياسي بالاستناد إلى القاعدة الأُسِّية اللوغاريتمية ومقاربات توقعية جديدة.

منصوري في دراسته الجديدة أنه من المفيد استكشاف محددات القاعدة الأسية لتفشي فيروس كورونا المتحور عوض الاكتفاء بدراسة دالّة العدد التراكمي للأشخاص المصابين، ما دام تفشي الفيروس يتطور على شكل متتالية هندسية، مع العلم أن القاعدة الأسية ترتبط ارتباطا وثيقاً بمؤشر R0 المعروف، والذي يمكن إيجاز تعريفه في كونه يمكن من حساب العدد المتوسط للأشخاص الذين يمكن لشخص مُكَوْفَد أن يصيبهم خلال مدة زمنية معينة. كما أن الباحث يرى من خلال دراسته المفاهيمية والقياسية أن اقتراب اللوغاريتم النيبيري للقاعدة الأسية من الصفر يعني أن تفشي الفيروس يقترب من نهايته.

قام الدكتور منصوري بحساب القاعدة الأسية لانتشار فيروس كورونا المستجد في المغرب عن طريق القيمة الأسية للوغاريتم الطبيعي لعدد الإصابات بالفيروس، مقسوما على عدد الأيام التي تفشى فيها الفيروس، ابتداء من 02 مارس وانتهاء بتاريخ 09 ماي 2020.

بعد تقدير نموذج لتصحيح الخطأ (Modèle à correction d’erreur)، تبيَّن من خلال النتائج الإمبريقية أن القاعدة الأُسِّيّة لتفشي فيروس كورونا المتحوِّر في المغرب تتأثر بعامل الزمن المحسوب بالترند الخطِّي (Trend linéaire)، إذ أن القاعدة الأسية كما تم بناؤها ترتفع على مر الزمن؛ وكذلك الحال مع العدد التراكمي للمصابين الذي يؤدي إلى تزايد تلك القاعدة الرياضياتية. أما التدابير العمومية المتعلقة بفرض العزل الصحي وحالة الطوارئ والتباعد الاجتماعي ومكافحة البؤر العائلية والمقاولاتية وإعادة تأهيل المنظومة الصحية فقد تبين من خلال النتائج القياسية التي توصل إليها الباحث أنها تؤدي إلى انخفاض القاعدة الأسية لتفشي الفيروس، مما يؤكد أهمية تدخل السلطات العمومية لتخفيف آثار انتشار الفيروس.

ربط الدكتور ابراهيم منصوري النتائج القياسية التي أفضت إليها ورقته البحثية الجديدة مع أوراقه البحثية السابقة ليؤكد مرة أخرى أن حدة تفشي فيروس كورونا المستجد في المغرب ستبدأ في الانخفاض ابتداءً من بداية شهر يوليوز، أو خلال النصف الأول من نفس الشهر على أبعد تقدير، إذ من المنتظر في ذلك التاريخ أن تبلغ قيمه اللوغاريتم النيبيري للقاعدة الأسية التي تم حسابها حوالي 0,07، أي ما يقارب 0,05 كقيمة مثلى يبدأ على أساسها تفشي الفيروس في الانحسار. للاطلاع على ورقتين بحثيتيْن كان قد أنجزهما منصوري، يرجي اتباع الرابطين التاليين:

إلّا أن الباحث يدعو قراء ورقته البحثية إلى تأويل النتائج القياسية التي توصل إليها بشيء من الحيطة، خاصة بالارتباط مع الفرضيات التي بُنيت عليها الدراسة. وعلى الخصوص، افترض الباحث أن الحكومة ستواصل محاربة بؤر تفشي الفيروس ومراقبة بعض السلوكات السيئة لدى المواطنين الذين يسعون إلى تكسير العزل الصحي وعدم احترام التباعد الاجتماعي والمساهمة في تشكُّل بؤر وبائية عائلية وإنتاجية.

وعلى العموم، يرى منصوري أن إصرار الحكومة على محاربة تفشي الفيروس بكل الوسائل سينجم عنه شروع في تسطح منحنى الإصابات خلال شهر يونيو ليبدأ اختفاء تفشي الجائحة في أجل أقصاه النصف الأول من شهر يوليوز 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى