رئيسيةمتابعات

دراسة: 11% من المغاربة يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للبحث

أظهرت دراسة حديثة أجراها مكتب الدراسات “سونيرجيا” أن سلوك المستخدمين قد شهد تغييرات مهمة نتيجة توسع انتشار التقنيات الرقمية الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، لتشكل بذلك نقطة تحوّل في الاستهلاك الرقمي للمعلومات بالمغرب.

وفي إحصائيات الدراسة يتبين أن 44% من المغاربة لا يزالون يعتمدون على محركات البحث التقليدية للمعلومات، وهو اتجاه بارز بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، حيث تصل النسبة إلى 58%.

بالمقابل، هناك تراجع واضح في اعتماد هذه المحركات لدى الفئات العمرية الأكبر، بالإضافة إلى سكان المناطق القروية الذين بدأوا يتجهون بشكل متزايد نحو وسائل بديلة للوصول إلى المعلومات. وبالفعل، يلعب الهاتف الذكي الدور الأبرز كجهاز مفضل للبحث، حيث يستخدمه 89% من المغاربة لهذه الغاية، متفوقاً على أجهزة الحواسيب المحمولة التي احتفظت بحضور أقل.

الذكاء الاصطناعي شكل نقلة نوعية في عام 2025، مع اعتماد ما يقرب من 11% من سكان المغرب هذه التقنية كخيار أول للبحث، خاصة بين الفئات الحضرية والشابة وذوي المستوى الاجتماعي المرتفع.

ويتمتع محرك الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” بحصة استخدام عالية تصل إلى 92% بين المستخدمين الذين يعتمدون على هذه التقنية، مما يؤكد على فهم ووعي المستخدمين المغاربة بأهمية الأدوات الحديثة وتأثيرها في تسهيل الوصول إلى المعلومات.

أما الشبكات الاجتماعية، فقد حافظت على مكانتها كثالث مصدر بحث على المعلومات بنسبة 10%، مع تباين حسب الفئات العمرية والجغرافية حيث تكون أكثر انتشاراً في المناطق القروية والفئات المتوسطة العمر.

ومن جانبها، تظل منصة فيسبوك في الصدارة من حيث استخدام الأخبار والمعلومات بنحو 54%، تليها بسرعة منصة إنستغرام التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الاستخدام، فيما يحقق تيك توك المزيد من التقدم، بينما شهدت بعض المنصات مثل يوتيوب تراجعاً في الاستخدام.

كما يشير التقرير إلى أن نسبة المغاربة الذين لا يعتمدون على الشبكات الاجتماعية للبحث عن المعلومات ارتفعت إلى 23%، وهو مؤشر على تنوع المصادر الرقمية المتاحة أمام المستخدمين وتطور ووعي الجمهور في انتقاء أدوات البحث التي تلائم احتياجاتهم، ما يعكس نضجاً وتقاطعاً بين عوامل اقتصادية واجتماعية وتكنولوجية تؤثر على عادات الاستهلاك الرقمي ويضع المغرب في مسار تنافسي متطور في مجال الاقتصاد الرقمي.

هذه التحولات في سلوكيات البحث تعكس بدقة تغييراً في خارطة الوصول إلى المعرفة في المغرب، حيث يشير ارتفاع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى تحول استراتيجي في الاقتصاد الرقمي المغربي، مما يوفر فرصاً لتنمية اقتصادية مستدامة عبر تعزيز التكنولوجيات الحديثة وتطوير مهارات المستخدمين، فضلاً عن تحسين البنية التحتية الرقمية في المناطق الأقل تجهيزاً، وهو ما سيعزز من توجهات المغرب نحو الاقتصاد الرقمي الشامل والمتكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى