
قالت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إن الاستعدادات لموسم الصيف 2025 تسير وفق خطة دقيقة تشمل تعزيزا لآليات المتابعة والتنسيق عبر مختلف جهات المملكة، بالتعاون مع المهنيين والسلطات المحلية، لضمان استقبال أمثل للسياح المغاربة والأجانب، مع التركيز على جودة الخدمات وشفافية الأسعار.
وأوضحت الوزيرة في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن جودة الاستقبال ليست مسألة ظرفية مرتبطة بالموسم الصيفي فقط، بل تمثل التزاما دائما يندرج ضمن خارطة الطريق الاستراتيجية للقطاع، حيث يتم العمل على تحسين المنشآت وتعزيز كفاءة الموارد البشرية لتقديم تجربة سياحية متكاملة ترقى إلى مستوى تطلعات الزوار.
وأضافت أن المؤشرات المتوفرة حول موسم صيف 2025 إيجابية جدا، وتوحي بتحقيق أداء متقدم مقارنة بصيف العام الماضي، مدعومة بالحجوزات المبكرة، والتوسع في الأسواق المصدرة، وتطور العروض السياحية. وقالت إن عام 2024 سجل بالفعل أرقاما قياسية على كافة المستويات، ما يجعل من 2025 مرشحا لتسجيل نتائج غير مسبوقة كذلك.
وأشارت عمور إلى أن المغرب رسخ مكانته كوجهة سياحية لأربعة مواسم، مشيرة إلى أن الأشهر الأربعة الأولى من 2025 عرفت استقبال مليون سائح إضافي، وهو ما يعكس تراجع الطابع الموسمي للسياحة المغربية. وأرجعت هذا النجاح إلى تنوع العرض السياحي، الذي يشمل الثقافة، والطبيعة، والصحراء، والسياحة الشاطئية، إلى جانب تحسين الربط الجوي بنسبة 20 في المائة سنويا، وتكثيف الحملات الترويجية. كما أكدت أن 99 في المائة من السياح يعبرون عن رغبتهم في تكرار التجربة بعد زيارتهم الأولى، وهو مؤشر قوي على جودة العرض السياحي المغربي.
وتطرقت الوزيرة أيضا إلى تطور السياحة الداخلية، مؤكدة أنها عرفت تحولا عميقا، حيث تضاعف عدد ليالي المبيت من 4 ملايين في 2010 إلى 8.5 ملايين في 2024، ما يعادل نحو ثلث النشاط السياحي الوطني. واعتبرت أن المغاربة أصبحوا ينظرون إلى السفر كوسيلة حقيقية للترفيه والاستكشاف، وليس فقط كضرورة.
وفي هذا السياق، كشفت عمور عن برامج متعددة لتعزيز السياحة الداخلية هذا الصيف، خاصة في صفوف الشباب والعائلات، من بينها توسيع خيارات الإقامة من خلال تنظيم المبيت لدى السكان، وتوفير أماكن للتخييم، وإطلاق خطوط جوية داخلية جديدة لتيسير التنقل، بالإضافة إلى حملات ترويجية مثل “نتلاقاو فبلادنا”، وشراكات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لتسهيل الوصول إلى مختلف الوجهات.
وحول أولويات الوزارة على المدى المتوسط، شددت عمور على أن خارطة الطريق للفترة 2023-2026 ترتكز على أربعة محاور رئيسية، أولها تنويع العرض السياحي بإطلاق 14 قطاعا متخصصا يغطي كافة جهات المملكة، وثانيها تحسين الربط الجوي وتنويع الأسواق، ثم الاستثمار في البنيات الفندقية والترفيهية من خلال آليات تمويل مبتكرة كالميثاق الجديد للاستثمار، وصندوق محمد السادس، وبرنامج “Go Siyaha”. أما المحور الرابع، فيتعلق بدعم الكفاءات البشرية عبر برامج تدريب وتأهيل بالشراكة مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
وختمت الوزيرة تصريحها بالتأكيد على أن السياحة المغربية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق توازن حقيقي بين التنافسية الدولية والتنمية الترابية المستدامة، عبر اعتماد نموذج سياحي يحترم البيئة ويثمن الموارد الثقافية والطبيعية، ويسهم في تحسين عيش المجتمعات المحلية.